فكِّر كأهلِ الأعرافِ
والذي نفسي بيده....
أفلح ونجا...
كلُّ من اعتبر كلَّ حسنةٍ يهمّ بها هي المنجية،
وكلَّ سيئةٍ يصبر عنها هي المنجية..
والذي رفع السموات بغير عمد...
فاز و اجتاز...
كلُّ من تعامل مع أقل حسناته وأهون سيئاته على أنها
"رمانة الميزان" التي ستنجيه من أو ستورده مورد أهل الأعراف،
حيث الناس موقوفون على الجبل بين جنة ونار،
حيارى،
لا يعرفون مع أي الفريقين يكون المصير..
و ما أحلك الانتظار حينها،
و أنت تسمع صراخ أهل النار،
ونعيم أهل الجنة...!
يا أخي...
طالما لازالت أنفاسك تتردد في صدرك،
ولا زلت تتمتع بعقلك،
سدِّد بصرَك نحو أفق الآخرة..
تحديداً نحو مفترق الطرق هناك...
حيث جنة أو نار أو أعراف...
و عُدّ نفسك مكان أهل الأعراف يومئذ،
نادما على تفويت حسنة واحدة مرت أمامك في الدنيا ولم تقتنصها،
أو نادما على اقتناص سيئة واحدة هي التي ساوت كفتي ميزانك في الآخرة وأورثتك موقف الانتظار المرير الآن،
تتمنى الخلاص ولا تعرف متى هو...!
وتعض أنامل الندم:
ياليتني ما نشرتُ المقطع الفلاني: ظل يسحب من حسناتي حتى قامت الساعة...
يا ليتني صنت لساني عن غيبة فلان: قد نهش اليوم حسنات القرآن كلها التي جمعتها ليوم الحساب...!
ليتني غضضتُ بصري عن عورة أخي وسترته:قد اقتصَّ منيَ اليوم واغترف من حسناتي بالقنطار... يا ويلتي!
يا ليتني ما ضحكتُ حين سخر الناس من فلان: قد نال من حسناتي الكثير اليوم حتى أفقرني يا ويل أمي..!
ليتني ما فجرتُ في خصومتي مع فلان، قد طرح عليَّ اليوم في سيئاتي من سيئاته فضاعفها حتى تساوت مع حسناتي وقد كان الحساب أوشك على الانتهاء...!
أما من أحد يفيض عليَّ بحسنة واحدة اليوم تنزلني من فوق جبل الأعراف...؟! حسنة واحدة فقط.. بالله!
واثبوراااااه....
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} [الفرقان 27]
{فمن زُحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} .
فكِّر كأهلِ الأعرافِ ..... تنجُ..
بإذن الله.
أسماء محمد لبيب
كاتبة مصرية
- التصنيف: