هل الشر في العالم هو رحمة إلهية؟
حسب تعريف الشر لديك
أ- فلو كان هو مثل الكوارث الطبيعية، فنعم، الله يرحمنا بها لأنها تكون ابتلاءً يرفع الله به درجات الصابر ويكفر سيئاته، ومن جهة أخرى يختبر الله به إعانة الناس بعضهم لبعض، فيغربل الناس إلى من يستحقون المغفرة والرحمة، هؤلاء الذين ساعدوا إخوانهم البشر في اجتياز المصيبة، ومن يستحقون عقابه، أولئك الذين بخلوا بما آتاهم الله من قوةٍ ومادةٍ وعاطفةٍ على اخوانهم من البشر، وتلك الغربلة هي رحمةٌ للناس في الدنيا والآخرة، لأن العدل وعدم المساواة بين الطيب والخبيث رحمة!
.
ب- ولو كنت تقصد به الشر الواقع نتيجة سوء استخدام كثير من الناس لحرية إرادتهم، فهي رحمة من الله من جهتين:
الأولى: بأنه سمح لهذا الشر أن يقع وذلك لأنه لولا سماحه هذا لَمَا انقسم الناس لأخيار وأشرار ولتساوى كل الناس بما فيهم - طيبو الطوية وخبيثو الطوية - في الآخرة.
الثانية: أنها مصيبةٌ لها نفس فائدة الكوارث الطبيعية التي تناولتها في (أ) من ابتلاء إعانة الناس بعضهم بعضاً،
إلا أن حكم الصبر هنا فيه تفصيل، فلا يعني الصبر ترك الظالم يعيث بظلمه إفساداً في الأرض، بل الصبر هو الرضا عن الله والسخط على الظالم، صبر المؤمن هاهنا هو فهم مراد الله منه وتحقيقه، وهو الأخذ على يدي الظالم وكفه عن ظلمه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، حتى لا تجر فساداً أكبر من الفساد القائم.
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: