أسباب النزول
إذا كنا سوف نتحدث عن كل آية "سبب نزولها" هل هنا القرآن يحاكي كل زمانٍ ومكانٍ؟ بما أن السورة نزلت لسبب معين، مثل كيد النساء "سورة يوسف" والطيبون للطيبات وغيرها الكثير من الآيات؟
سؤال :
إذا كنا سوف نتحدث عن كل آية "سبب نزولها" هل هنا القرآن يحاكي كل زمانٍ ومكانٍ؟ بما أن السورة نزلت لسببٍ معين، مثل كيد النساء "سورة يوسف" والطيبون للطيبات وغيرها الكثير من الآيات؟
الإجابة:
ما تُسمى ب"أسباب النزول" ليست أسباباً لولاها لما وُجدت الآية، ولا حتى أسبابٌ لولاها لما نزلت الآية، فالقرآن كله كان من الممكن أن ينزل دفعةً واحدةً، لكن المقصود ب"أسباب النزول" أنها "مناسباتٌ للنزول"، بحيث أن كل آية نزلت متزامنةً مع موقفٍ معين حتى يعرف الناس مثالاً لتطبيق الآية، بحيث أنهم يطبقونها في المواقف المشابهة، وذلك حتى لا يخطيء الناس فيما بعد ويطبقون الآية في غير موضعها السليم. وبالتالي فإن المؤمن المتدبر للقرآن عندما يمر به موقفٌ مشابهٌ ل"مناسبة النزول" فإنما يشعر أن الآية وكأنما تتنزل عليه هو في هذا الموقف بالذات!
والدليل أن الآية لم توضع بسبب "مناسبات النزول"، وأن القرآن إنما هو لكل مكانٍ وزمانٍ، هو أن ترتيب المصحف لا علاقة له بترتيب النزول!، فالقرآن الكريم موجودٌ في اللوح المحفوظ بهذا الترتيب الذي بين أيدينا في المصحف، وإنما نزلت الآيات بترتيبٍ مختلفٍ حتى يعلم الناس معنى الآية وكيفية تطبيقها.
هذا تفكري في المسألة.
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: