التغيير ضرورة.. (2)
إننا كلما تكلمنا عن تحقق موعود الله ركن الناس إلى تفريطهم وقنعوا بما قدموا، ولهذا كان لا بد من النظر إلى الأمرين معاً
مسؤولية التشكيك في منهج الله، مع ثقتنا في منهج الله تعالى ودينه، وأنه سيقوم به قوم ما إما نحن أو يستبدل الله تعالى غيرنا، ولكن يجب أن نعلم حقيقةً أخرى موازية، للإتزان..إن الناس تحترم وتبجل أصحاب العقائد والمتمسكين بها رغم المحن وتوالي الأحداث، ومن يموتون عليها ويعيشون ما يعيشون من أجلها متمسكين بها..
لكن هذا مقبول في إطار العمل والتقدم نحو الغاية، لكن إذا طال الأمر وتوالت العقود وفشل الناس عن إدراك كيفية المواجهة لا عن خُلف من الله تعالى لوعده؛ بل عن تقصير من الناس، فإن المنتسبين لهذه القضايا يساعدون على فتنة غيرهم إذ يوصلون إليهم رسالةً كاذبةً ومزيفةً مفادها أن هذا المنهج غير قابل للحياة؛ وإلا لكان قد تمكن..
إن تأخير الله تعالى للتمكين إلى حين: يخضع لسنته تعالى، وهو فتنة لقوم، ولكن هذا لا ينفي مسؤولية الناس عن التفريط وعدم إدراك الوسائل المناسبة والمكافئة.
عندما نقول إن وعد الله سيتحقق فهذا إيماننا ونحن على وعد الله، ولكن يجب أن نبقى على عهده بالقيام بأمره واتخاذ الوسائل المناسبة والمكافئة، ولهذا يقول المؤمن « » . (صحيح البخاري: 5947)
إن ميعاد تحقق وعد الله شأنٌ إلهي، لكن من الفتنة أن يرى الناس امرأة عارية تمثل بلاداً متقدمة يخطب الناس ودها لترضى عنهم بلادها، وحين يرون شواذاً يحكمون الدنيا، يجب أن نفرق بين بطولة التمسك بالعقيدة والمنهج وبين التراجع حتى يعيش الحق على هامش حياة الباطل بسبب المنتسبين للحق واختلافهم وتراجعهم ورضاهم بصفقة الدون.
إننا كلما تكلمنا عن تحقق موعود الله ركن الناس إلى تفريطهم وقنعوا بما قدموا، ولهذا كان لا بد من النظر إلى الأمرين معاً، والله المستعان.
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: