لا تكن نهمًا

منذ 2016-10-25

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ}

النهم والإفراط في الأكل صفةٌ هي أبعد ما تكون عن صفات المؤمنين فالبطنة تذهب الفطنة وتقلل من الذكاء وحسن التفكير:
جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهما، ولفظه كما في البخاري عن أبي هريرة: أن رجلاً كان يأكل كثيراً فأسلم فكان يأكل أكلاً قليلاً، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «إن المؤمن يأكل في مِعيٍ واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء»  [ رواه البخاري: 5082]
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: واختلف في معنى الحديث فقيل: ليس المراد به ظاهره، وإنما هو مثلٌ ضُرِب للمؤمن وزهده في الدنيا والكافر وحرصه عليها، فكان المؤمن لتقلله في الدنيا يأكل في معيٍ واحد، والكافر لشدة رغبته فيها واستكثاره منها يأكل في سبعة أمعاء، فليس المراد حقيقة الأمعاء ولا خصوصية الأكل، وإنما المراد التقلل من الدنيا والاستكثار منها، فكأنه عبر عن تناول الدنيا بالأكل، وعن أسباب ذلك بالأمعاء.
وقيل: إن المؤمن يأكل الحلال والكافر يأكل الحرام ولا يتقيد بالحلال، والحلال أقل من الحرم.
وقيل: المراد حض المؤمن على قلة الأكل، فإذا علم أن كثرة الأكل من صفات الكافرين، فإن نفس المؤمن تنفر من صفات الكافر، ومن المعلوم أن من صفات الكافرين الإكثار من الملذات ومتع الدنيا، كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} [محمد جزء من الآية: 12].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.