كيف ننال عفو الله عنا؟
قال الإمام الغزَّالي: "العَفُوُّ: هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من الغفور ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبئ عن الستر، والعفو ينبئ عن المحو، والمحو أبلغ من الستر".
قال الإمام الغزَّالي: "العَفُوُّ: هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من الغفور ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبئ عن الستر، والعفو ينبئ عن المحو، والمحو أبلغ من الستر".
فمن عفا الله عنه لم يحاسبه، بل أنسى الملائكة الحفَظة ما فعل من الذنوب، ولذا علَّم النبي صلى الله عليه وسلم عائشة إن وافقت ليلة القدر أن تدعو: «اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» (صحيح الجامع [4423])، وهذا يدل على مكانة منزلة العفو عند الله وعظمتها، وضرورة اهتمام العبد بها.
أما كيف ننال عفو الله عنا، فوسائله كثيرة، منها:
1. الدعاء؛ بدعاء العفو كما في حديث عائشة رضي الله عنها.
2. سرعة الاستغفار والندم بعد الذنب، وعدم الانتظار فلعله أورث النسيان، ففي حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِن صاحب الشِّمال ليرفع القلم سِتَّ ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء، فإِن ندم واستغفر الله منها ألقاها، وإلا كُتِبت واحدة» (صحيح الجامع [2097]، خلاصة حكم المحدث (الألباني): حسن).
وهذا بخلاف الحسنة التي يكتبها ملك الحسنات على الفور، ويكتبها عشرًا لا واحدة، ذلك تخفيفٌ من ربكم ورحمة.
3. التوبة الصادقة، والتوبة عمل صالح يمحو العمل السيئ: «وأتبع السيئة الحسنة تمحُها» (صيح الترمذي [1987]، خلاصة حمن المحدث(الألباني): حسن).
4. العفو عن المسيء وقبول عذر المعتذر؛ وذلك رجاء أن يعاملنا الله بالمثل، كما فعل أبو بكر الصديق مع مسطح بن أثاثة بعد أن وقع في عِرض ابنته عائشة، فحين أنزل الله: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور من الآية:22]، فهمها أبو بكر وعمل بها على الفور فقال: "بلى، والله إني لأحب ان يغفر الله لي"، ثم عفا عن مسطح.
خالد أبو شادي
طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ مُتميّزة
- التصنيف: