الطيبون: مفهومٌ خاطيء وصورةٌ مشوهة

منذ 2016-11-08

يستسيغ الكثير من الناس إيذاء الطيبين والتطاول عليهم والتسرع في الهجوم نظراً لتيقنهم من حلمهم وعدم بطشهم.

مفهومٌ خاطيء وصورةٌ مشوهة لكل ما هو طيب في المجتمع، الإنسان الطيب ينظرإليه على أنه قليل الحيلة لأنه يصبر ولا يرد الإساءة، الإنسان الطيب ينظر له على أنه قليل الشأن لأنه لين العريكة سهل الطباع ومتسامحٌ،
يستسيغ الكثير من الناس إيذاء الطيبين والتطاول عليهم والتسرع في الهجوم نظراً لتيقنهم من حلمهم وعدم بطشهم.
هذا التشويه لكل ما هوطيب لا يعني إلا انتكاس الفطر ووجود النفاق في قلوب من ينظرون للطيبين مثل هذه النظرات.
اعلم يا هذا أن الله طيبٌ وأن الطيبين هم المقبولون يوم القيامة
عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبَاً وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤْمِنِيْنَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِيْنَ»، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون جزء من الآية: 51]، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة جزء من الآية: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيْلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء،ِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ،وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لذلك»  (رواه مسلم: 1692).

«إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ»، كلمة طيب بمعنى طاهر منزّه عن النقائص، لايعتريه الخبث بأي حالٍ من الأحوال،

لأنّ ضد الطيب هو الخبيث، كما قال الله عزّ وجل: {قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} [المائدة جزء من الآية: 100]، وقال: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} [النور جزء من الآية: 26]

ومعنى هذا أنّه لايلحقه جل وعلا شيءٌ من العيب والنقص. فهو عزّ وجل طيب في ذاته، وفي أسمائه، وفي صفاته، وفي أحكامه، وفي أفعاله، وفي كل ما يصدر منه، وليس فيها رديءٌ بأي وجه.

«لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبَاً»

فهو سبحانه وتعالى، لا يقبل إلا الطيب من الأقوال، والأعمال وغيرها، وكل رديءٍ فهو مردودٌ عند الله عزّ وجل، فلا يقبل الله إلا الطيب.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.