ظلمات

منذ 2016-11-13

وصف الله دركات الغشاوة وظلمات القلب المعرض عن الله وصفًا قويًا في غاية الشدة والصعوبة.

نعوذ بالله أن نصل لهذا الحال ونعوذ بالله من أهله.

احذر ثم احذر أن تصل لهذه الحالة المذرية من تطابق الظلمات وغشاوة الجهل وعمى البصيرة.

وصف الله دركات الغشاوة وظلمات القلب المعرض عن الله وصفًا قويًا في غاية الشدة والصعوبة.

تأمل: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} [النور:40].

 

قال الطبري في تفسيره:

"وهذا مثل آخر ضربه الله لأعمال الكفار، يقول تعالى ذكره: ومثل أعمال هؤلاء الكفار، في أنها عملت على خطأ وفساد وضلالة وحيرة من عمالها فيها، وعلى غير هدى، مثل ظلمات في بحر لجي، ونسب البحر إلى اللجة وصفا له بأنه عميق كثير الماء، ولجة البحر معظمه. {يَغْشَاهُ مَوْجٌ} يقول: يغشى البحر موج. {مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ} يقول: من فوق الموج موج آخر يغشاه، {مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ} يقول: من فوق الموج الثاني الذي يغشى الموج الأول سحاب، فجعل الظلمات مثلا لأعمالهم، والبحر اللجي مثلا لقلب الكافر، يقول: عمل بنية قلب قد غمره الجهل، وتغشته الضلال والحيرة، كما يغشى هذا البحر اللجي موج من فوقه موج من فوقه سحاب، فكذلك قلب هذا الكافر الذي مثل عمله مثل هذه الظلمات، يغشاه الجهل بالله، بأن الله ختم عليه، فلا يعقل عن الله، وعلى سمعه، فلا يسمع مواعظ الله، وجعل على بصره غشاوة فلا يبصر به حجج الله، فتلك ظلمات بعضها فوق بعض".

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.