مع القرآن - وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ

منذ 2016-12-13

كل سكتةٍ، كل كلمةٍ، كل سرٍ، كل عَلَن، أي حركة، الله محيط بها عالم بحدوثها إحاطة علمٍ وكتابة.

كل سكتةٍ، كل كلمةٍ، كل سرٍ، كل عَلَن، أي حركة، الله محيط بها عالم بحدوثها إحاطة علمٍ وكتابة.
المطلوب من الخلق إزاء إيمانهم بعلم الله المحيط وكتابته لكل شيء أن يراقبوا الله في كل كبيرٍ وصغيرٍ ويؤمنوا يقيناً بأنه أحصاه عليهم وسيجازيهم بالإحسان إحسانًا وسيحاسب كل ظالمٍ وجاحدٍ و طاغٍ ومتكبر، الكل أمامه يوم القيامة فرداً لا يملك أحدٌ من الخلق لنفسه ولا لغيره مثقال حبةٍ من نفع أو ضر إلا بإذن الجبار سبحانه .

{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [ يونس: 61].
قال السعدي في تفسيره :
يخبر تعالى، عن عموم مشاهدته، واطِلاعه على جميع أحوال العباد في حركاتهم، وسكناتهم، وفي ضمن هذا، الدعوة لمراقبته على الدوام فقال: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ} أي: حال من أحوالك الدينية والدنيوية. {وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ} أي: وما تتلو من القرآن الذي أوحاه الله إليك.
{وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ} صغيرٍ أو كبير {إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} أي: وقت شروعكم فيه، واستمراركم على العمل به.
فراقبوا الله في أعمالكم، وأدوها على وجه النصيحة، والاجتهاد فيها، وإياكم، وما يكره الله تعالى، فإنه مطلع عليكم، عالم بظواهركم وبواطنكم.
{وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ} أي: ما يغيب  عن علمه، وسمعه، وبصره ومشاهدته {مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} أي: قد أحاط به علمه، وجرى به قلمه.
وهاتان المرتبتان من مراتب القضاء والقدر، كثيرًا ما يقرن الله بينهما، وهما: العلم المحيط بجميع الأشياء، وكتابته المحيطة بجميع الحوادث، كقوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ} [الحج: 70] .

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
جَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالًا
المقال التالي
قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا