النداء الأخير من داخل حلب .. فهل من مغيث؟
جذبت الناشطة لينا الشامي الأنظار إلى حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إذ إنها تغرد من داخل الأحياء المحاصرة شرقي مدينة حلب السورية.
جذبت الناشطة لينا الشامي الأنظار إلى حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إذ إنها تغرد من داخل الأحياء المحاصرة شرقي مدينة حلب السورية.
وأطلقت "لينا" ندائها الأخير أمس الاثنين، من داخل حلب بعد سيطرت قوات النظام عليها وارتكابها مجازر بشعة بحق المدنيين، مخاطبة المجتمعي الدولي قائلة: "لكل من يسمعني..لكل العالم.. تحركوا لإنقاذ المدنيين في حلب، حلب تباد على يد الديكتاتور بشار الأسد وقواته".
وقالت مصادر محلية سورية للجزيرة إن قوات النظام والميلشيات الموالية لها أعدمت أمس 79 شخصWا بعد سيطرتها على أحياء الفردوس والصالحين وبستان القصر في حلب، بينما قصفت طائرات روسيا والنظام مناطق عدة وتسببت في سقوط قتلى وجرحى بالرقة.
وسيطرت القوات النظامية على كامل المدينة القديمة في حلب الشرقية، بما يشكل 95% من مجمل مساحة حلب.
وذكرت شبكة شام أن قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها، سيطرت على أحياء الشيخ سعيد وباب المقام والكلاسة وبستان القصر والصالحين والفردوس بشكل كامل، وسيطرت على أجزاء من أحياء الأنصاري الشرقي والزبدية والإذاعة وصلاح الدين والعامرية وسيف الدولة، وهي آخر ما تبقى من أحياء تحت سيطرة المعارضة.
وقال ناشطون إن قوات النظام جددت القصف المدفعي والجوي على الأحياء المحاصرة، مما تسبب في سقوط عدد غير معروف من القتلى والجرحى.وبث التلفزيون السوري التابع للنظام صورًا لما قال إنها احتفالات لسكان أحياء من حلب سيطرت عليها قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها.
وبث ناشطون صورًا من حلب أثناء تقدم قوات النظام داخلها تظهر جانبًا من حجم الدمار الحاصل في المدينة.
وتحدث الدفاع المدني عن جثث القتلى التي تملأ الشوارع في حلب، وتحت أنقاض الأبنية المدمرة مع استمرار القصف، بينما شهدت الأحياء التي بقيت تحت سيطرة المعارضة حركة نزوح كبيرة للمدنيين.
ونقل مراسل الجزيرة عن الأهالي المحاصرين مناشداتهم لإنقاذ حياتهم، مع استمرار تقدم قوات النظام في الأحياء الشرقية من حلب.
واشتهرت "لينا" دائما بأنها تستخدم هاتفها الجوال في نقل الأهوال التي يعيشها السوريون المحاصرون في أحياء حلب، إذ لا يخلوا مقطع مصور للينا من أصوات الانفجارات أو من صور أعمدة الدخان.
وتبدو لينا في أوائل العشرينيات من عمرها، إلا أن ما تقوم به من بطولة غريب على بنات جنسها خصوصًا في هذا العمر، إذ كان لا ينافسها فيما تقوم به إلا الطفلة بانا العبد، التي توقفت عن التغريد من داخل حلب منذ أيام قليلة.
وقال لينا في أحد تغريداتها أمس أنها فقدت الاتصال بالطفلة بانا، متمنية لها السلامة، وداعية لها بالنجاة.
وتتزامن هذه التطورات مع حركة نزوح واسعة شرقي حلب، فقد أكدت وزارة الدفاع الروسية أمس الاثنين أن أكثر من 13 ألف مدني غادروا مناطق المعارضة خلال الـ24 ساعة الماضية، وأن نحو سبعمئة من مسلحي المعارضة سلموا أسلحتهم في الفترة ذاتها قبل انتقالهم إلى غرب حلب.
محمد نجم الدين
الثلاثاء 13 ديسمبر 2016
- التصنيف: