مع القرآن - إلف العادة حُجة الخائبين

منذ 2016-12-27

تعلقوا بإلف العادة وعرف المجتمع ونبذوا كل ما خالفه حتى لو كانت شرائع السماء التي تصحح وتعالج ولا تفسد، حتى أن قلوبهم تشربت الفساد فأصبح هو السيد طالما أنه من إفرازات المجتمع !!!! حُجةٌ واهية قابل بها ضعاف النفوس ومرضى القلوب شرائع السماء ورسل رب العالمين ولا تزال الصورة تتكرر.

خيبكم الله وخيب كل من تعلق بنفس الحجة الخائبة عبر التاريخ الذي يأبى إلا أن يكرر نفسه:
{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} [يونس: 78]
تعلقوا بإلف العادة وعرف المجتمع ونبذوا كل ما خالفه حتى لو كانت شرائع السماء التي تصحح وتعالج ولا تفسد، حتى أن قلوبهم تشربت الفساد فأصبح هو السيد طالما أنه من إفرازات المجتمع !!!! حُجةٌ واهية قابل بها ضعاف النفوس ومرضى القلوب شرائع السماء  ورسل رب العالمين ولا تزال الصورة تتكرر.
و لو أفاقت عقول البعض منهم فقلوبهم المريضة تحدثهم بأن هذا التغيير ولو أنه للأفضل إلا أن أصحاب التغيير يقصدون به السيادة والكبرياء وتصدر المشهد ...فتصدهم قلوبهم المريضة عما تفتقت عنه أذاهنهم من بصيص النور.
قال السعدي في تفسيره: {قَالُوا} لموسى رادين لقوله بما لا يرده: {أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا } أي: أجئتنا لتصدنا عما وجدنا عليه آباءنا، من الشرك وعبادة غير الله، وتأمرنا بأن نعبد الله وحده لا شريك له؟ فجعلوا قول آبائهم الضالين حُجة، يردون بها الحق الذي جاءهم به موسى عليه السلام.
وقولهم: {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ} أي: وجئتمونا لتكونوا أنتم الرؤساء، ولتخرجونا من أرضنا. وهذا تمويه منهم، وترويج على جهالهم، وتهييج لعوامهم على معاداة موسى، وعدم الإيمان به.
وهذا لا يحتج به، من عرف الحقائق، وميز بين الأمور، فإن الحجج لا تدفع إلا بالحجج والبراهين.
وأما من جاء بالحق، فرد قوله بأمثال هذه الأمور، فإنها تدل على عجز موردها، عن الإتيان بما يرد القول الذي جاء خصمه، لأنه لو كان له حجة لأوردها، ولم يلجأ إلى قوله: قصدك كذا، أو مرادك كذا، سواء كان صادقًا في قوله وإخباره عن قصد خصمه، أم كاذبًا، مع أن موسى عليه الصلاة والسلام كل من عرف حاله، وما يدعو إليه، عرف أنه ليس له قصد في العلو في الأرض، وإنما قصده كقصد إخوانه المرسلين، هداية الخلق، وإرشادهم لما فيه نفعهم.
ولكن حقيقة الأمر، كما نطقوا به بقولهم: {وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} أي: تكبرًا وعنادًا، لا لبطلان ما جاء به موسى وهارون، ولا لاشتباهٍ فيه، ولا لغير ذلك من المعاني، سوى الظلم والعدوان، وإرادة العلو الذي رموا به موسى وهارون.
#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا
المقال التالي
"رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً"