من أجل استعادة الراية (13)
هذه الشخصية خليقةٌ بحمل الراية لو أحسنت العلاقة بالله تعالى
الخامة البشرية..
أخي.. يا قلبي المحمول في جسد غيري..
اعلم أنك لن تصنع للإسلام ولحمل الراية شيئًا ذا بالٍ إذا كنت شخصيةً ضعيفة تقبل الإيحاء وتنبهر بالألقاب والأسماء واللحي والرمزية والإعلامية، لن تصنع شيئًا إذا لم تنظر إلى القواعد والمُحكمات، وستضيع بين الشبهات.
أخي الكريم..
إن الشخصية المهترئة أو الضعيفة ستكون غُثاءً تابعًا لرموز، وهذه لا تصلح لشيء.
لن تفلح في حمل الراية إذا كنت باحثًا عن الدفء والاتباع بين كثرة، لا تبالي بقواعد الحق وعلاماته بحجة أن (هؤلاء يعرفون أكثر مني!) أو خوفًا من غضب الشيخ فلان وقول عِلان وخصام الصَديق وابتعاد الأليف، اعلم أن هذا ليس عذرًا أمام الله، ولا ينجيك.
إن قبول الاستخفاف أو ضعف العقل، أو وهن العزم أو تفسخ الإرادة أو تدني الاهتمام أو الانشغال بتوافه الأمور، أو الاحتجاج أو الاستماع لتفريعات الأمور ونسيان أصولها، أو تعليق المواقف برقبة المشايخ أو الإعلاميين أو المشهورين، كل هذا لن يفيد أمام الله، ولا يصلح مثل هذا الشخص لرفع الراية من جديد.
بينما استقلال التفكير وعدم تسليم رأسك لغيرك، وطلب اليقين، واتباع القواعد واحترام الأشخاص بقدر اتباعهم الحق وترك ما خالفوا فيه، وعلوّ الهمة ومضاء العزيمة وصلابة الموقف وقوة الشخصية (التي هي اتباع الحق وفعل الأمور الصحيحة والثبات عليها)، وعدم قبول التضليل ورفض الإيحاء والتمويه والتهويل، ورفض التصفيق بين الحشود لمجرد أنها كثيرة، وعدم الخوف من عبء المخالفة للكثرة لو انحرفت، مع الرحمة والتواصل وحب الخير والتصميم على حب الخير للخلق، والحفاظ على نظافة القلب من الكره والغِل والأحقاد..
هذه الشخصية خليقة بحمل الراية لو أحسنت العلاقة بالله تعالى؛ فكن هذا ولا تترك نفسك لأحد؛ فأنت أغلى مما تتصور وأنْفَس مما يخّيلون لك.
أنت مميز عن غيرك، أنت لست غيرك؛ خصّك الله بخَلْق وصفات ومواهب؛ فلا تهمل تكريم الله لك ولا تسمح لأحد أن يهبط بك أو يقلل من شأنك أو يلغي عقلك أو يمحو شخصيتك أو يطلب منك الدوران خلف مرموز إليه لو ضل ضللت، وفي كل حال تكون قد خسرت نفسك وخسرت تكريم الله لك..
كن نفسك، واحفظ كيانك، وابخلْ به أن يكون إلا لله..
واعلم أن كل هذا شرطٌ عظيم، ولكن معه التواصل الواعي والتلاحم الراشد، ولهذا حديثٌ آخر.. والله الموفق
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: