مع القرآن - "وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ"

منذ 2017-01-23

ما كان ربك ليُهلك القرى بظلمهم السابق، إذا رجعوا وأصلحوا عملهم، فإن الله يعفو عنهم، ويمحو ما تقدم من ظلمهم.

نزول العقاب إنما هو مَحضُ عدلٍ من الله واستجابة لدعاء المظلومين والمضطهدين وفيه ردعٌ للباغين الظالمين المعتدين.
فلا ينزل العقاب على أمةٍ مُصلحةٍ ناصحةٍ لدين ربها عاملةٍ بأوامره مجتنبةٍ لنواهيه صابرةٍ على أمره.
وإن تأخر العقاب فإنما هو إمهال من الله للظالم فإن استمر في غِيه أخذه ولم يفلته إن أخذه أليم شديد، وإن تأخر هذا الأخذ حتى غرغرة الروح كما حدث لفرعون فإياك أن تستهين بذلك العقاب الرادع. فما بعد تلك اللحظات العصيبة على الظالم إلا ما هو أشق وأصعب يوم تتوالى الحسرات ويتسيد الندم قلب كل ظالم.
 {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}  [هود: 117] .
قال السعدي في تفسيره: أي: وما كان الله ليهلك أهل القرى بظلمٍ منه لهم، والحال أنهم مصلحون، أي: مقيمون على الصلاح، مستمرون عليه، فما كان الله ليهلكهم، إلا إذا ظلموا، وقامت عليهم حجة الله.
ويحتمل، أن المعنى: وما كان ربك ليُهلك القرى بظلمهم السابق، إذا رجعوا وأصلحوا عملهم، فإن الله يعفو عنهم، ويمحو ما تقدم من ظلمهم.
أبو الهيثم
#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
"أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ"
المقال التالي
"أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ"