مع القرآن - "وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ"

منذ 2017-01-27

نادراً ما يعرف الخلق بقيمة الأولياء والصالحين الحقيقية خاصةً مع تأثر الأكثرية بزخارف الدنيا وزينتها

نبي الله ووليه يوسف في شدةٍ ومحنة، وفجأةً أتى الفَرج واستخرجه بعضٌ مَن مَرَ في طريقه، لم يعرفوا قيمة من معهم و لم ينزلوه منزلته ولكن كان في مرورهم نجاته.

نادراً ما يعرف الخلق بقيمة الأولياء والصالحين الحقيقية خاصةً مع تأثر الأكثرية بزخارف الدنيا وزينتها والتي لا يهتم بها الصالحون وليست من أولوياتهم كما أن تقييم الناس لهم أيضاً ليس في جداول أعمالهم.

{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ * وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} [ يوسف: 19 - 20].

قال السعدي في تفسيره: أي: مكث يوسف في الجب ما مكث، حتى {جَاءَتْ سَيَّارَةٌ} أي: قافلة تريد مصر،  {فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ} أي: فرطهم ومقدمهم، الذي يعس لهم المياه، ويسبرها ويستعد لهم بتهيئة الحياض ونحو ذلك، {فَأَدْلَى} ذلك الوارد {دَلْوَهُ} فتعلق فيه يوسف عليه السلام وخرج. {قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ} أي: استبشر وقال: هذا غلامٌ نفيس، {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} وكان إخوته قريبًا منه، فاشتراه السيارة منهم، {بِثَمَنٍ بَخْسٍ} أي: قليل جدا، فسره بقوله: {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}

لأنه لم يكن لهم قصد إلا تغييبه وإبعاده عن أبيه، ولم يكن لهم قصد في أخذ ثمنه، والمعنى في هذا: أن السيارة لما وجدوه، عزموا أن يُسِرُّوا أمره، ويجعلوه من جملة بضائعهم التي معهم، حتى جاءهم إخوته فزعموا أنه عبد أبق منهم، فاشتروه منهم بذلك الثمن، واستوثقوا منهم فيه لئلا يهرب.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
الشر درجات
المقال التالي
بداية رحلة التمكين