آلام المسيح .. وأمة محمد صلى الله عليه وسلم

منذ 2004-04-09

بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير

في وقت تكالبت فيه أعداء الأمة على قصعة المسلمين , وفي آن تآلب فيه كلاب الأرض على كسر بيضة الأمة المحمدية, إذا بهم يبثون إلينا الخراب العقدي على طبق من فضة , حتى يسلبوا من المسلمين عقيدتهم كما يحاولون سلب خيراتهم في العراق وفلسطين وغيرها من بقاع الأرض.

آه على قلوب أغلقت على حب الدنيا , وألف آه على من أعطوا أعدائهم أكتافهم ولحومهم ليأكلوا فيها , ولم يكتفوا بذلك فحسب , بل مالوا إليهم بقلوبهم ليغيروا فيها ما شاءوا "إنا لله وإنا إليه راجعون"

بالله يا أمة الإسلام أنحن الآن في حاجة لنبكي على آلام المسيح الذي رفعه الله ولم يقدر عليه اليهود, ولم ير أصلاً هذه الآلام , أم الأجدر بنا البكاء على مقدسات المسلمين التي ينتهكها اليهود ليل نهار , وعلى ديار المسلمين التي عاث الفساد فيها من يدعون انتمائهم للمسيح عليه السلام وهو منهم والله براء.

آلام المسيح الحقيقية هي أعراض المسلمات التي تنتهك على يدي عباد الصليب.

يكفيك ما بهذا الفيلم الكفري من تكذيب صريح لآيات الله تعالى ,

قال تعالى { وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيما 0 وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا }

يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذه عقيدتك بيضاء نقية كما أثبتها لك مدبر الكون وعالم الغيب والشهادة ووالله ما دون هذه العقيدة الناصعة إلا الكفر, فمن أراد الوقوع في الكفر البواح فليصدق هؤلاء إياك أن تنس تحذير الله لك { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم }

يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم , إن كنتم تحبون المسيح , فاعلموا أنه ينزل في آخر الزمان ليصلي مع المجاهدين ببيت المقدس ولن يرضى إلا أن يكون إمامهم منهم , تكرمة الله لهذه الأمة , فإن كنت حقاً تحب المسيح فوطئ لدولته القادمة , وادع إلى ملته الحقيقية ملة الإسلام وشرعة الهدى , ولتكن من جند الإسلام الخالصين المخلصين , ساعتها تأكد أن إن لاقيت المسيح في هذه الدنيا فستكون بإذن الله تعالى من جنده وأعوانه,

نحن لسنا في حاجة لمن يبث لنا دعايات زائفة عن آلام المسيح في وقت يقتلون فيه هم أنفسهم أتباع المسيح الحقيقيين في هذا الزمان , فأتباع المسيح هم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فجميع الأنبياء جاءوا بدعوة واحدة وعقيدة ثابتة

{ ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }

فمثل هذا الفيلم إنما يراد به اجتثاث عقيدتك , فنحن نؤمن بأن الله تعالى أنقذ عيسى من مكر اليهود ولم يشعر بكل هذه الآلام المخترعة أصلاً , ونؤمن كذلك أنه ينزل آخر الزمن حكما عدلا مقسطا يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم,

أيها المسلم اعلم انك والله لو ركنت إلى باطلهم واعتقدت معتقدهم أو تعاطفت مع معتقدهم هذا ولو برهة لعرضت نفسك لزوال الإيمان بالكلية والخروج من ملة الإسلام , قال تعالى { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله }

أيها المسلم , تذكر أن الله تعالى نهاك عن الجلوس مع الذين يخوضون في آيات الله بل إذا شاركت من يخوض في آيات الله بلا إنكار ورضيت بالجلوس والمشاركة فأنت مثلهم , قال تعالى : { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره . إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً }

فما بالك بمن يجلس ليشاهد تكذيب كلام الله , وادعاء صلب المسيح عليه السلام , والقول بإلهية المسيح عليه السلام , قال تعالى { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم }
وقال : { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة }

أيها المسلم :
اعلم أن من يبثون إليك مثل هذا الفيلم هم من يحتلون اليوم العراق وأفغانستان , وخلفهم من يدنسون الأقصى , ومن وراءهم من يغتصبون الشيشان , فاتق الله في نفسك , اتق الله في دينك , اتق الله في الأمانة .

إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

محمد أبو الهيثم
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.