الحاجب المنصور

منذ 2017-02-12

(اليوم انقلب الحال والمسلمون كأنهم لم يعيشوا إلا كعبيد للأمريكان)

الحاجب المنصور بن أبي عامر


كان من أهم حكام الأندلس قام ب57غزوة ضد نصارى الأندلس ولم يهزم ولو مرةً واحدة، تمردت برشلونة على عهده فكان يومًا أسودًا عليها دخلها وأعمل فيها السيف يمنة ويُسرى حتى استسلمت واعلنت توبتها (اليوم شبابنا يذكرون برشلونة الكرة وميسي في الكرة ولايعرفون المنصور الذي لاعبهم وهزمهم بالسيف).


ابن الأثير قال عنه «وكان شجاعًا، قوي النفس، حسن التدبير، وكان محبًا للعلماء، وقال عنه ابن خلدون: «وكان ذا عقل ورأي وشجاعة، وبصر بالحروب، ودين متين».


قال عنه المؤرخ الإسباني مننديث بيدال تعليقه على عصر المنصور قائلاً: «عاش الإسلام في إسبانيا أروع أيامه وأسطعها، وانتهى مسيحيي الشمال إلى حالة دفاع كانت دائمًا مقرونةً بالمحن، ولاح كأنهم لم يعيشوا إلا لتأدية الجزية والسلاح والأسرى والمجد للخلافة الأموية.


(اليوم انقلب الحال والمسلمون كأنهم لم يعيشوا إلا كعبيد للأمريكان)


ويروى أنه خطّ بيده مصحفًا كان يحمله معه في أسفاره ويتبرك به، كما كان يجمع ما علق بوجهه من غبار معاركه حتى تجمّعت له صُرة كبيرة أوصى أن تُدفن معه عند موته، وكان يُكنّ حبًا واحترامًا للعلماء والأدباء، إلا أنه كان شديدًا على من يشتغل بالفلسفة أو الجدال أو التكلم في النجوم أو الاستخفاف بشيءٍ من أمور الشريعة، بل وحرق ما كان في مكتبة الحكم من كتب الدهرية والفلاسفة.


وقد روى ابن عذاري عن نجدته للمسلمين أنه بلغه وجود أسيرات مسلمات لدى غارسيا سانشيز الثاني ملك نافارا رغم أنه كانت بينهما معاهدة تنص على ألا يستبقي غارسيا لديه أسرى من المسلمين، فأقسم أن يجتاح أرضه لنكثه بالعهد، ولما خرج المنصور بجيشه، وبلغ غارسيا خروجه. أسرعت رسل غارسيا تستفسر عن سبب الغزو، فأعلموهم بخبر الأسيرات المسلمات، فردّهن غارسيا معتذرًا بعدم علمه بهن، وبأنه هدم الكنيسة التي كانت تحتجزهن كاعتذار منه على ذلك، (توقفوا مع هدم الكنيسة كاعتذار وتبينوا مقدار الخوف والعزة) فقبل منه المنصور ذلك وعاد بالأسيرات.


(ونحن أسرانا وأسيراتنا لابواكي لهم ولامنصور لهم)، بلاشك تم تجريدنا من القوة منذ مائتي عام، ولكن يجب أن نعلم أن طريق العزة هو كتاب وسيف ونعلمه للأجيال.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام