راجل طيب

منذ 2017-02-25

والمصطلح في الغالب كلمة حق يراد بها باطل؛ وهو التقليل من شأن الطيبين والاستهانة بهم وهضم حقوقهم، بل قد تقال الكلمة في معرض السخرية والاستهزاء في بعض الأحيان... بمعنى لا تلتفت له (ده راجل طيب) أي ليس له قيمة.

(راجل طيب)

هذا المصطلح يلصقه الناس في الغالب بالصالحين أصحاب القلوب النقية والأخلاق العالية والبعد عن الإيذاء.

والمصطلح في الغالب كلمة حق يراد بها باطل؛ وهو التقليل من شأن الطيبين والاستهانة بهم وهضم حقوقهم، بل قد تقال الكلمة في معرض السخرية والاستهزاء في بعض الأحيان... بمعنى لا تلتفت له (ده راجل طيب) أي ليس له قيمة.

والآن بعد هذه المقدمة السريعة: هل تعتقد أن الإسلام أهمل هذه القضية أو أن القرآن أغفلها؟؟؟

أبداً

تأمل معي الآيات:

{إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ . فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ . إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} [المؤمنون:109-111] (تفسير ابن كثير، مجلد 4، صفحة:601).

قال ابن كثير في تفسيره: "قال تعالى مذكرًا لهم بذنوبهم في الدنيا، وما كانوا يستهزئون بعباده المؤمنين وأوليائه، فقال:{إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ . فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا} أي: فسخرتم منهم في دعائهم إياي وتضرعهم إليّ، {حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي} أي: حملكم بغضهم على أن نَسِيتم معاملتي {وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ} أي: من صنيعهم وعبادتهم، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ . وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [المطففين:90-30] أي: يلمزونهم استهزاء.

ثم أخبر عما جازى به أولياءه وعباده الصالحين، فقال: {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا} أي: على أذاكم لهم واستهزائكم منهم، {أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} بالسعادة والسلامة والجنة والنجاة من النار" أ. هـ. من تفسير ابن كثير.

على كل من ينظر للصالحين من عباد الله مثل هذه النظرة أن يراجع نفسه، فلو ظن بنظرته هذه أنه أكثر فهما منهم فقد أخطأ، فهو يحترم من فتنوا بالدنيا وأرادوا فيها العلو والاستكبار، ولا يستطيع مجرد النظر إليهم بحدة فضلاً عن السخرية أو الاستهزاء، وقد أغفل أن هؤلاء سعوا خلف سراب سريعاً ما سيزول عنهم مع أول دخول لهم في قبور لم يعملوا لها ولم تسبقهم إليها أعمال تؤنسهم فيها.

بينما الصالح انشغل بأعمال سيجدها بإذن الله فور دخوله القبر مؤنسة له ومبشرة ببداية مرحلة أبدية تحيطها السعادة اللانهائية من كل جانب.

فأيهما أحق بالاحترام والتقدير؟؟؟

راجع نفسك قبل أن تقلل من شأن أولياء الله أو تسخر منهم.

المصدر: فريق عمل طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.