مع القرآن - "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ"

منذ 2017-03-01

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ}.

ما أجمل استشعار العبد لنعم الله
و الأجمل أن يعبد الله عبادة الشاكر لنعمه المعترف بفضله و يسأل الله المزيد .
و ها هو إبراهيم عليه السلام بعدما حمد الله و اعترف بنعمة الذرية الصالحة التي حرمها طويلاً يسأل الله أن يعينه و ذريته على توحيده و ذكره و حسن عبادته مشفوعا بطلب المغفرة و الرحمة التي لا يملكها إلا هو سبحانه .
ليعلم إبراهيم أبناء الملة الحنيفية كلهم كيف يكون شكر النعم:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}  [إبراهيم: 39-41].


قال السعدي في تفسيره:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ}.

فهبتهم من أكبر النعم، وكونهم على الكبر في حال الإياس من الأولاد نعمةٌ أخرى، وكونهم أنبياء صالحين أجل وأفضل، {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} أي: لقريب الإجابة ممن دعاه وقد دعوته فلم يخيب رجائي، ثم دعا لنفسه ولذريته، فقال: { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} فاستجاب الله له في ذلك كله إلا أن دعاءه لأبيه إنما كان عن موعدة وعده إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
"وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ"
المقال التالي
"وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ"