مع القرآن - لو يؤاخنا بظلمنا لهلكنا

منذ 2017-03-17

إنما يمهل و يعطي الفرصة تلو الأخرى فتوبتك أحب إليه من عقابه لك , فإذا استنفذت جميع فرصك و انتهت المهلة نزل القضاء الحاسم

هل تشك في قدرة الله على إفناء الأرض و من عليها بكلمة واحدة ؟؟
هل تعتقد بأن كمال الله و قدرته و قوته مطلقة ؟
لا ينكر هذا إلا ناقص العقل مريض القلب .
وطالما اتفقنا على قدرته و قوته فاعلم أنه لو عامل الناس بما يناسب إجرامهم لأهلك كل من في الأرض في أقلمن لحظة .
إنما يمهل و يعطي الفرصة تلو الأخرى فتوبتك أحب إليه من عقابه لك .
فإذا استنفذت جميع فرصك و انتهت المهلة نزل القضاء الحاسم .
{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}   [النحل 61]
قال السعدي في تفسيره : لما ذكر تعالى ما افتراه الظالمون عليه ذكر كمال حلمه وصبره فقال:  {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ }  من غير زيادة ولا نقص، { مَا تَرَكَ عَليها مِنْ دَابَّةٍ} أي: لأهلك المباشرين للمعصية وغيرهم، من أنواع الدواب والحيوانات فإن شؤم المعاصي يهلك به الحرث والنسل. { وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ }  عن تعجيل العقوبة عليهم إلى أجل مسمى وهو يوم القيامة { فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ }  فليحذروا ما داموا في وقت الإمهال قبل أن يجيء الوقت الذي لا إمهال فيه.
أبو الهيثم
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
تمتع ساعات ثم ألم الدهر
المقال التالي
يجعلون لله ما يكرهون