مع القرآن - لو شاء لهدى الجميع

منذ 2017-03-24

{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } النحل 93.

لو شاء الملك سبحانه لجعل الخلق أمة واحدة على قلب واحد  و الكل مهتد , و لكن اقتضت مشيئته أن يجعل للعبد مشيئة مستقلة و يخيره بين طريقي الحق و الضلال , لميز الخبيث من الطيب و لا يتشرف بالانتساب إلى الله إلا من يستحق ثم يحاسب الجميع عما اقترفت أيديهم و نطقت ألسنتهم و اعتقدت أفئدتهم .
فمن الآن كن من أهل الله و كلمته .
{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } النحل 93.
قال السعدي في تفسيره :

أي: { لَوْ شَاءَ اللَّهُ } لجمع الناس على الهدى وجعلهم { أُمَّةً وَاحِدَةً } ولكنه تعالى المنفرد بالهداية والإضلال، وهدايته وإضلاله من أفعاله التابعة لعلمه وحكمته، يعطي الهداية من يستحقها فضلا ويمنعها من لا يستحقها عدلا. { وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } من خير وشر فيجازيكم عليها أتم الجزاء وأعدله.
أبو الهيثم 
#مع_القرآن
 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
الوفاء بالعهود و الأيمان
المقال التالي
قبل أن تنتكس بر بأيمانك