موتوا على ما مات عليه عمر المختار

منذ 2011-02-20

انطلق من ليبيا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بعنان فرسه في سبيل الله يضرب الباطل الذي استفحل وجثم على صدر العالم الإسلامي بعد تضعضع دولة الخلافة فحارب الإنجليز في مصر، والسودان كما حارب الفرنسيين في مملكة كاتم وفراداي بنيجيريا..



إلى شباب العرب وأبناء الإسلام، موتوا على ما مات عليه عمر المختار، ذاك الرجل الفذ الذي صدق الله فصدقه الله

انطلق من ليبيا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بعنان فرسه في سبيل الله يضرب الباطل الذي استفحل في المشارق والمغارب وجثم على صدر العالم الإسلامي بعد تضعضع دولة الخلافة فحارب الإنجليز في مصر، والسودان كما حارب الفرنسيين في مملكة كاتم وفراداي بنيجيريا قبل أن يتفرغ لمقارعة الفاشية الإيطالية الغاصبة لليبيا التي ظل يقارعها عشرين عاما ما وهن فيها وما كل حتى لقي الله ربَّ العالمين راضيا مرضيا وقد وفى ببيعته، حتى عُلِّق على أعواد المشانق عام 1931م وقد جاوز السبعين من عمره ،وهو مقيم على كلمته التي عاهد الله فيها على أن يحرر جميع بلاد المسلمين، فوفى على قدر ما تيسر له وترك لكم مهمة الإتمام ، لقد قال لهم وهم يحاكمونه " إننا حاربنكم ثماني عشرة سنة ولا نزال بعون الله نحاربكم ،ولن تنالوا منا بالتهديد، ولن أبرح الجبل الأخضر مدة حياتي ولن يستريح الطليان فيه حتى توارى لحيتي في التراب ".


يا أيها الشباب ، إذا كان الطليان قد ذهبوا فإن صنيعتهم قد سام أبناء ليبيا سوء العذاب كما سامنا من قبل زين الهاربين وصاحب مصر المخلوع ، وإخوانكم قد أحيط بهم في ليبيا كما قد أحيط بكم من قبل لكن حالهم غير حالكم،"والمسلم أخو المسلم لا يسلمه، ولا يخذله" فاذكروا في حقهم عليكم حق شيخهم في الجهاد وشيخكم عمر المختار ، لا يشغلكم عن ذلك الواجب شاغل فالظلم يمد بعضه بعضا، ولن تعجزوا عن أن تخرجوا منكم طوائف إلى سفارات ليبيا وقنصلياتها لتحاصروها حتى تحملوا السفراء والموظفين فيها على الفرار أو الانضمام إلى الثائرين الذين أحيط بهم في ليبيا إلى أن يسقط الصنم .


ويا خيرة أجناد الأرض ،إن ليبيا تصرخ عليكم وأنتم أقرب الناس إليهم ومن خيرة السامعين فأصغوا لها السمع،وأجيبوها ولو بأن تندبوا منكم مليونا يبدأ زحفه إليها من أمام المسجد التاريخي الذي أكرمكم الله به مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية يسير هذا الزحف من عنده حتى يبلغ الحدود لفك رهان إخوانه ، ولو بالمقام على الحدود ، يمد المجاهدين بكل ممكن ، ثم لا يبرحونها حتى يهنئونهم بالعتق من سطوة الجبارين ، ثم يواعدونهم بيت المقدس إن شاء الله .


يا أحفاد عمرو أدركوا أحفاد عقبة ، هؤلاء الأحفاد الذين نبت فيهم عمر المختار القائل: "إننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد ألغزه أو نموت نحن" فجددوا في العالمين هذا الكلام.

صدر عن جبهة علماء الأزهر الجمعة 15 ربيع الأول 1432هـ الموافق 18 فبراير 2011م
 

المصدر: موقع جبهة علماء الأزهر