عشرات العلماء يدعون لوقف (المذبحة) ضد الليبيين
منذ 2011-02-20
دفعت أعمال العنف الدموية التي يرتكبها نظام الزعيم الليبي معمر القذافي ضد المتظاهرين المطالبين بتنحيته عن السلطة نحو 50 عالما ليبيا إلى توجيه نداء لقوات الأمن لوقف عمليات القتل والتي تركزت بشكل خاص في مدينة بنغازي...
دفعت أعمال العنف الدموية التي يرتكبها نظام الزعيم الليبي معمر القذافي ضد المتظاهرين المطالبين بتنحيته عن السلطة نحو 50 عالما ليبيا إلى توجيه نداء لقوات الأمن لوقف عمليات القتل والتي تركزت بشكل خاص في مدينة بنغازي شرق ليبيا حيث تقول تقارير إن عشرات القتلى في أسوأ مواجهات تشهدها البلاد على مدار أربع عقود.
وجاءت الدعوة لوضع حد لنزيف الدماء بين الشعب الليبي في نداء وجهه علماء دين ومفكرون وزعماء عشائر من طرابلس وبني وليد والزنتان وجادو ومسلاتة ومصراته والزاوية وبلدات وقرى أخرى بالمنطقة الغربية.
ونقلت وكالة "رويترز" عنهم القول، إنهم يناشدون جميع المسلمين سواء داخل النظام أو يقومون بمساعدته بأي شكل إدراك بأن الله ورسوله يحرمان قتل النفس البريئة فلا تقتلوا إخوانكم وأخواتكم وأوقفوا هذه المذبحة الآن.
وتتركز أعمال العنف بشكل كبير حول بنغازي على بعد ألف كيلومتر شرقي العاصمة طرابلس حيث التأييد للقذافي أضعف بشكل تقليدي من بقية البلاد.
ونقلت فضائية "الجزيرة" عن شاهد "عشرات قتلوا..ليس 15 وانما عشرات. اننا وسط مذبحة هنا"، وقال الرجل إنه ساعد في نقل الضحايا إلى المستشفى ببنغازي. وأطلقت قوات الأمن النار على مشيعي جنازة مما أدى إلى سقوط 15 قتيلا. وذكرت الفضائية القطرية أن بعض رجال الأمن الذين احتجزهم المحتجون مرتزقة أجانب على ما يبدو.
وقبل أحدث تقارير عن القتلى ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن 84 شخصا قتلوا خلال ثلاثة أيام في حملة أمنية شرسة شنت ردا على احتجاجات مناهضة للحكومة تحاول محاكاة الانتفاضتين في تونس ومصر المجاورتين لليبيا.
وأشارت صحيفة "اندبندنت" البريطانية الأحد إلى أن عدد الجثث في بنغازي ربما وصل إلى 200. وقال السير ريتشارد دالتون الذي عمل سفيرا لبريطانيا لدى ليبيا للصحيفة "سيجد القذافي أن من الصعب تقديم تنازلات من أجل البقاء. أعتقد أن موقف النظام الليبي هو كل شيء أو لا شيء".
يأتي هذا فيما أكد شاهد عيان أن التواجد العسكري الوحيد في بنغازي قاصر الآن على مجمع مركز القيادة في المدينة وانه تم تحرير باقي المدينة. وقال إن آلاف الاشخاص تجمعوا امام مقر محكمة بنغازي وإن كل اللجان الثورية ومكاتب الحكم المحلي ومراكز الشرطة في المدينة أحرقت.
ونشرت صحيفة "قورينا" الخاصة والتي تصدر من بنغازي والمرتبطة بأحد أبناء القذافي أن 24 شخصا قتلوا في بنغازي الجمعة.
وأضافت أن قوات الأمن فتحت النار لمنع محتجين يهاجمون مقار الشرطة وقاعدة عسكرية حيث توجد مخازن للأسلحة. وقالت إن "الحرس اضطر لاستخدام الرصاص في مواجهة المحتجين للحيلولة دون وصولهم إلى تلك المخازن".
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (انسا) عن إيطالي في بنغازي قوله إن المدينة "خارج نطاق السيطرة تماما"، وقال الشاهد الذي طلب عدم نشر اسمه إن "كل مباني الحكومة والمؤسسات بالإضافة إلى مصرف أحرقت وإن المتمردين ينهبون ويدمرون كل شيء. لا يوجد أحد في الشارع ولا حتى الشرطة".
وتطالب قوى سياسية ليبية وشخصيات معارضة في المنفى بتنحي الزعيم الليبي معمر القذافي وتدعو إلى انتقال سلمي في ليبيا نحو مجتمع تعددي.
يشار إلى أن الزعيم الليبي معمر القذافي البالغ من العمر 69 عاما يعد أطول الزعماء العرب مكوثا في السلطة، حيث يرأس ليبيا منذ عام 1969 وكان آنذاك ضابطا برتبة ملازم، واشتهر بلقب "الأخ العقيد" من بين ألقاب عديدة، وقاد حينها ثورة مع مجموعة ضباط على الملك إدريس السنوسي.
المصدر: موقع مفكرة الإسلام
- التصنيف: