مع القرآن - طلب العلم : بين موسى و أمة محمد صلى الله عليه و سلم

منذ 2017-04-30

أحد الخمسة الكبار أولي العزم و كليم الرحمن لما أعلمه الله أن هناك من هو أعلم منه في بعض الأمور هب مسافراً لله طالباً للعلم راغباً في الزيادة متحملاً للمشقة مصراً على إكمال السفر الطويل طلباً للعلم النافع .
بينما الكثير من أبناء الإسلام اليوم في كسل غير مبرر عن مجرد المعرفة فضلاً عن تعلم و تطبيق أصول و فرائض دينهم .
لا يعلم الكثير من أبناء الأمة أن طلب العلم فريضة و أن أصول الإسلام و فرائضه يأثم من لم يتعلمها حتى يسلم له دينه .
فمن لم يتعلم التوحيد لم يعرف من يعبد و من لم يتعلم أحكام العقيدة وقع في الشرك و من لم يتعلم كيفية أداء العبادات وقع في بطلانها و من لم يتعلم المعاملات وقع في الحرام .
تأمل حال موسى كليم الرحمن و تأمل حال أمة بأكملها اليوم تغط في جهل بالدين حتى أن من يشككها في أصول دينها تقع في براثنه دون عناء يذكر .
فاللهم سلم سلم . 
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا } [الكهف 60-61 ] .
قال السعدي في تفسيره :

يخبر تعالى عن نبيه موسى عليه السلام، وشدة رغبته في الخير وطلب العلم، أنه قال لفتاه - أي: خادمه الذي يلازمه في حضره وسفره، وهو " يوشع بن نون " الذي نبأه الله بعد ذلك:- { لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ }  أي: لا أزال مسافرا وإن طالت علي الشقة، ولحقتني المشقة، حتى أصل إلى مجمع البحرين، وهو المكان الذي أوحي إليه أنك ستجد فيه عبدا من عباد الله العالمين، عنده من العلم، ما ليس عندك، { أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا } أي: مسافة طويلة، المعنى: أن الشوق والرغبة، حمل موسى أن قال لفتاه هذه المقالة، وهذا عزم منه جازم، فلذلك أمضاه.
{ فَلَمَّا بَلَغَا } أي: هو وفتاه { مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا } وكان معهما حوت يتزودان منه ويأكلان، وقد وعد أنه متى فقد الحوت فثم ذلك العبد الذي قصدته، فاتخذ ذلك الحوت سبيله، أي: طريقه في البحر سربا وهذا من الآيات.
قال المفسرون إن ذلك الحوت الذي كانا يتزودان منه، لما وصلا إلى ذلك المكان، أصابه بلل البحر، فانسرب بإذن الله في البحر، وصار مع حيواناته حيا.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا
المقال التالي
بين موسى و الخضر