مع القرآن - هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي
هذا ما فعله الملك العظيم ذو القرنين عندما شكره أهل السد بعدما حال بينهم و بين أذى يأجوج و مأجوج . أرجع الفضل كله لله و تذكر أن واهب القوة و التمكين هو الخالق في علاه , فعاد بالفضل على المنعم و دل عباده عليه و على رحمته به و بهم فكان خير داعية بأفعاله و سلوكه رضي الله عنه و أرضاه . و هكذا ينبغي أن يكون المؤمن و بمثل هذا تكون الأسوة الحسنة . قال تعالى : { قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا } [الكهف 98 ] .
أن تمتلك القوة التي تمكنك من خدمة دين الله و السعي في الإصلاح فهذا جميل و الأجمل أن تؤمن و تعلن أمام الخلق بأن هذه القوة و هذا التمكين إنما هو محض فضل و رحمة من الله بك و بعباده .
هذا ما فعله الملك العظيم ذو القرنين عندما شكره أهل السد بعدما حال بينهم و بين أذى يأجوج و مأجوج .
أرجع الفضل كله لله و تذكر أن واهب القوة و التمكين هو الخالق في علاه , فعاد بالفضل على المنعم و دل عباده عليه و على رحمته به و بهم فكان خير داعية بأفعاله و سلوكه رضي الله عنه و أرضاه .
و هكذا ينبغي أن يكون المؤمن و بمثل هذا تكون الأسوة الحسنة .
قال تعالى :
{ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا } [الكهف 98 ] .
قال السعدي في تفسيره :
فلما فعل هذا الفعل الجميل والأثر الجليل، أضاف النعمة إلى موليها وقال: { هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي } أي: من فضله وإحسانه عليَّ، وهذه حال الخلفاء الصالحين، إذا من الله عليهم بالنعم الجليلة، ازداد شكرهم وإقرارهم، واعترافهم بنعمة الله كما قال سليمان عليه السلام، لما حضر عنده عرش ملكة سبأ مع البعد العظيم، قال: { هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ } بخلاف أهل التجبر والتكبر والعلو في الأرض فإن النعم الكبار، تزيدهم أشرا وبطرا.
كما قال قارون -لما آتاه الله من الكنوز، ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة- قال: { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي }
وقوله: { فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي } أي: لخروج يأجوج ومأجوج {جَعَلَهُ } أي: ذلك السد المحكم المتقن {دَكَّاءَ } أي: دكه فانهدم، واستوى هو والأرض { وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا }
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: