مع القرآن - بعضهم يومئذ يموج في بعض

منذ 2017-05-02

أما لو استمر هذا الزحام و تماوج الناس لسنوات , ثم أصبحت هذه السنوات مئات بل ألوف حتى وصلت إلى خمسين ألف سنة !!! هل يعقل أن تبيع الراحة و الظل في مثل هذا اليوم العصيب ببعض شهوات زائلة أو نعيم سرعان ما سينتهي ؟؟ تأمل : {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا * وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا } [ الكهف 99-100]

تخيل لو أنك في زحام شديد و استمر هذا الزحام الخانق لأيام , ماذا ستفعل ؟؟؟
بالتأكيد لو لم تجد حلاً لتمنيت الموت .
أما لو استمر هذا الزحام و تماوج الناس لسنوات , ثم أصبحت هذه السنوات مئات بل ألوف حتى وصلت إلى خمسين ألف سنة !!!
هل يعقل أن تبيع الراحة و الظل في مثل هذا اليوم  العصيب ببعض شهوات زائلة أو نعيم سرعان ما سينتهي ؟؟
تأمل :
{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا * وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا } [ الكهف 99-100]
قال السعدي في تفسيره : 
يحتمل أن الضمير، يعود إلى يأجوج ومأجوج، وأنهم إذا خرجوا على الناس -من كثرتهم واستيعابهم للأرض كلها- يموج بعضهم ببعض، كما قال تعالى { حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } ويحتمل أن الضمير يعود إلى الخلائق يوم القيامة، وأنهم يجتمعون فيه فيكثرون ويموج بعضهم ببعض، من الأهوال والزلازل العظام، بدليل قوله: { ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا } أي: إذا نفخ إسرافيل في الصور، أعاد الله الأرواح إلى الأجساد، ثم حشرهم وجمعهم لموقف القيامة، الأولين منهم والآخرين، والكافرين والمؤمنين، ليسألوا ويحاسبوا ويجزون بأعمالهم، فأما الكافرون -على اختلافهم- فإن جهنم جزاؤهم، خالدين فيها أبدا
ولهذا قال: { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا } .
كما قال تعالى: { وبرزت الجحيم للغاوين }  أي: عرضت لهم لتكون مأواهم ومنزلهم، وليتمتعوا بأغلالها وسعيرها، وحميمها، وزمهريرها، وليذوقوا من العقاب، ما تبكم له القلوب، وتصم الآذان، وهذا آثار أعمالهم، وجزاء أفعالهم، فإنهم في الدنيا .

أبو_الهيثم
#مع_القرآن

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي
المقال التالي
على من يا رب تعرض جهنم عرضاً ؟