رد أهل السنة على عقيدة الرجعة

منذ 2017-05-04

إن عقيدة الرجعة مردودة بالقرآن والسنة وإجماع الأمة، بل ردها أئمة آل البيت الذين ينتسبون إليهم زوراً وبهتاناً، ولو خرج سيدنا علي رضي الله عنه الآن ورأى ما يعتقده الشِّيَعة لتبرأ منهم، وبين ضلال سعيهم، وكذلك الحسين وغيرهما من الأئمة الذين نسب إليهم اليماني والشِّيَعة من قبله روايات وأقوال لا يصح أن تنسب إليهم، وهم براء منها

رد أهل السنة على عقيدة الرجعة:
أقول-وبالله التوفيق- إن عقيدة الرجعة مردودة بالقرآن والسنة وإجماع الأمة، بل ردها أئمة آل البيت الذين ينتسبون إليهم زوراً وبهتاناً، ولو خرج سيدنا علي رضي الله عنه الآن ورأى ما يعتقده الشِّيَعة لتبرأ منهم، وبين ضلال سعيهم، وكذلك الحسين وغيرهما من الأئمة الذين نسب إليهم اليماني والشِّيَعة من قبله روايات وأقوال لا يصح أن تنسب إليهم، وهم براء منها، فقد جاءت آيات القرآن الحكيم  مؤكدة على أنه لا رجعة لأحد كائناً من كان قبل يوم القيامة، منها قول الله تعالى: حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ  [المؤمنون:99،100]،وقوله تعالى:  وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12)[السجدة:12]، وقوله تعالى: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ  [البقرة:28]، وقوله تعالى: قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ  [غافر:11] .
والعجيب أن اليماني استدل بهذه الآيات ونحوها على ثبوت الرجعة قبل يوم القيامة، وهذا شأن المهديين وكذا الشِّيَعة، أن يأخذوا الدليل ويضعونه في غير موضعه، كما حدث هنا، وكل الآيات التي استدلوا بها على الرجعة فإنما هي عليهم وليست لهم، وليس لهم فيها شئ ألبته، إنما هو الغلو والضلال في استدلالهم بالمنقول وكذا ضلال العقول، "فهؤلاء جميعاً يسألون الرجوع عند الموت، وعند العرض على الجبار جل علاه، وعند رؤية الله فلا يجابون لما سبق في قضائه أنهم إليها لا يرجعون، ولذلك عدّ أهل العلم القول بالرجعة إلى الدنيا بعد الموت من أشد
مراحل الغلو في بدعة التشيع"[1].
رابعاً: نقد الرجعة على لسان أئمة الشِّيَعة:
فقد كثرت الروايات عند الشِّيَعة عن أئمتهم، تبطل هذا العقيدة، ولا كلام بعد كلام أئمتهم، والذي يعد أقوى حجة عليهم، حيث جاء في كتب السنة عند أهل السنة عن ثاني الأئمة الاثني عشر-الحسن بن علي-، والذي رد على كذب من قال برجعة الأئمة، فقد جاء: "عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: الشِّيَعة يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا يَرْجِعُ؟ قَالَ: كَذَبَ أُولَئِكَ الْكَذَّابُونَ، لَوْ عَلِمْنَا ذَلِكَ مَا تَزَوَّجَ نِسَاؤُهُ، وَلَا قَسَمْنَا مِيرَاثَهُ "[2].
وقد جاء أيضاً عن الإمام الرابع-علي زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم -أنه قال:" جَاءَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: مَا جِئْتُ حَاجًّا وَلَا مُعْتَمِرًا. قَالَ: قُلْتُ: فَمَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ، مَتَى يُبْعَثُ عَلِيٌّ؟ قَالَ: قُلْتُ: يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَمُّهُ نَفْسُهُ"[3].
فالنصوص السابقة وغيرها من أئمة الشِّيَعة، لهي أكبر دليل على بطلان الرجعة، هذا وقد "اتفق أهل السنة على أن الأموات لا رجعة لهم في الدنيا قبل يوم القيامة، ومن قال بها فقد أدخل على الإسلام ما هو منه براء"[4].
فالاعتقاد الصحيح هو القول ببطلان وفساد ذلك، "وأنه لا يرجع محمد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ولا أحد من أصحابهيإلا يوم القيامة، إذا رجع الله المؤمنين والكافرين للحساب والجزاء، هذا إجماعأهل الإسلام المتيقن قبل حدوث الروافض المخالفين لإجماع أهل الإسلام المبدلين للقرآن المكذبين بصحيح سنن رسول الله، المجاهرين بتوليد الكذب المتناقضين في كذبهم أيضاً"[5].
فهذه العقيدة باطلة بصريح آيات القرآن الكريم، وبالأحاديث المتواترة عن رسول الله، وبأقوال أهل البيت، وبإجماع الأمة، بل أنكرها بعض الشِّيَعة ولم يعترفوا بها كالزيدية[6].
 فمثل هذه العقائد الغريبة، لا تجوز شرعاً، وغير مقبولة عقلاً وهي عبث وسخافات اخترعها الشِّيَعة وابتدعوها.

 

 


[1] أصول مذهب الشِّيَعة الإِمَامِيَّة الاثني عشرية، ص926.
[2] أحمد بن محمد بن حنبل، (164ه-241هـ)، المسند، شرحه وصنع فهارسه: أحمد محمد شاكر، (ج2/312، 1265)، وقال: إسناده صحيح، وهو أثر عن الحسن بن علي، ليس حديثاً من مسند هذا أو ذاك، ط1/1416ه = 1995م، دار الحديث، القاهرة-مصر.  وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد"، لأبي الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، تحقيق: حسام الدين القدسي، (ج10/22، 16438)، وقال: رواه عبدالله وإسناده جيد، ط/1414ه = 1994م، مكتبة القدسي، القاهرة-مصر.
[3] السنة لأبي بكر بن أبي عاصم، تحقيق: محمد ناصر الألباني، باب في ذكر الرافضة أذلهم الله،  (ج2/482، 997)، ط1/1400ه، ، نشر المكتب الإسلامي، بيروت-لبنان.
[4] انظر: مختصر التحفة الاثني عشرية، ص222، وانظر: مع الاثني عشرية في الأصول والفروع، للدكتور علي السالوس، ص319.
[5] المحلى، لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، المُتَوَفَّى عام 456ه، تحقيق: أحمد محمد شاكر، ج1/23، ط1/1347ه، إدارة الطباعة المنيرية، مصر.
[6] ولا رجعة عنده-أي الإمام زيد- إلا يوم البعث، إذ يبعث الله تعالى من في القبور جميعاً، وتكون القيامة والحساب، والعقاب والثواب"، انظر: تاريخ المذاهب الإسلامية، ص623.