الصوم عبادة الأحرار

منذ 2017-05-07

فمعلوم أن الإفراط في الشهوات متلفة و مهلكة للروح و البدن , كما أن تركها بالكلية متلفة و مهلكة أيضاً . و المطلوب شرعاً هو قيادة الشهوات قيادة أحرار ليصل العبد إلى حالة الاعتدال مع رغبات النفس و شهوات البدن .

شرع لله تعالى الصوم رياضة لتهذيب رغبات النفس و شهوات البدن التي يجب أن تعتدل فلا إفراط و لا تفريط .
فهو مبارزة مع النفس يستكشف الحر فيها  مدى قدرته على قيادة نفسه و إلجام شهواته , و يقف على مدى إفراط النفس و تعلقها بالشهوات , ليردعها بعض الردع حتى تستوي و تستقيم و لا تتسبب في تلف البدن و الروح على حد سواء .
فمعلوم أن الإفراط في الشهوات متلفة و مهلكة للروح و البدن , كما أن تركها بالكلية متلفة و مهلكة أيضاً .
و المطلوب شرعاً هو قيادة الشهوات قيادة أحرار ليصل العبد إلى حالة الاعتدال مع رغبات النفس و شهوات البدن .
يقول محمود  شاكر :
جعل الله الصيام معادلاً لتحرير الرقبة في ثلاثة أحكام من كتابه . إذ جعل على من قتل مؤمناً خطأ تحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله { فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين }  ، وجعل الذين يظاهرون من نسائهم ، ثم يعودون لما قالوا تحرير رقبة من قبل أن يتماسا : { فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا }  وجعل كفارة اليمين تحرير رقبة : { فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام }  .
فانظر لما كتب الله على من ارتكب شيئاً من هذه الخطايا الثلاث : أن يحرر رقبة مؤمنة من رق الاستعباد ، فإن لم يجدها فعليه أن يعمل على تحرير نفسه من رق مطالب الحياة ، ورق ضرورات البدن ، ورق شهوات النفس ، فالصيام كما ترى هو عبادة الأحرار . فتأمل معنى الصيام من حيث نظرت إليه ، هو عتق النفس الإنسانية من كل رق .
[محمود شاكر ـ عبادة الأحرار .]

و يقول أحمد شوقي :
الصوم :
حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع . لكل فريضة حكمة ، وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة ، يستثير الشفقة ، ويحض على الصدقة ، يكسر الكبر ، ويعلم الصبر ، ويسن خلال البر . حتى إذا جاع من ألف الشبع ، وحرم المترف أسباب المتع ، عرف الحرمان كيف يقع ، والجوع كيف ألمه إذا لذع .
[أحمد شوقي ـ أسواق الذهب  ]

و في النهاية أسأل الله أن يعيننا على قيادة النفس و الشهوات 
#أبو_الهيثم

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.