مع القرآن - حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا

منذ 2017-05-11

ثم ينزع سبحانه العتاة القادة الذين كانوا أكثر بعداً و إجراماً و تجرؤاً على حدود الله و الأشد عداوة لله و أوليائه , فكما الجنة درجات فالنار دركات و هؤلاء في أسفل الدركات و أعظمها عذاباً و قد وسعهم سبحانه علماً و إحاطة بما فعلوا و بما قدمت أيديهم و ألسنتهم و جوارحهم و أفئدتهم . { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا * ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا * ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} [مريم 68 - 70]

أقسم تعالى ليحشرن المعاندين للشرائع و المنكرين للبعث العابثين بالعقائد ثم ليحضرنهم جاثين على ركبهم حول جهنم التي يرتاع فقط من ينظر إليها و يشاهدها فما بالك بمن يعذب فيها ؟!!
ثم ينزع سبحانه العتاة القادة الذين كانوا أكثر بعداً و إجراماً و تجرؤاً على حدود الله و الأشد عداوة لله و أوليائه , فكما الجنة درجات فالنار دركات و هؤلاء في أسفل الدركات و أعظمها عذاباً و قد وسعهم سبحانه علماً و إحاطة بما فعلوا و بما قدمت أيديهم و ألسنتهم و جوارحهم و أفئدتهم .
{ فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا * ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا * ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} [مريم 68 - 70]
قال السعدي في تفسيره : 
أقسم الله تعالى وهو أصدق القائلين - بربوبيته، ليحشرن هؤلاء المنكرين للبعث، هم وشياطينهم فيجمعهم لميقات يوم معلوم،   {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا }  أي: جاثين على ركبهم من شدة الأهوال، وكثرة الزلزال، وفظاعة الأحوال، منتظرين لحكم الكبير المتعال، ولهذا ذكر حكمه فيهم فقال: { ثُمَّ لَنَنزعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا}  أي: ثم لننزعن من كل طائفة وفرقة من الظالمين المشتركين في الظلم والكفر والعتو أشدهم عتوا، وأعظمهم ظلما، وأكبرهم كفرا، فيقدمهم إلى العذاب، ثم هكذا يقدم إلى العذاب، الأغلظ إثما، فالأغلظ وهم في تلك الحال متلاعنون، يلعن بعضهم بعضا، ويقول أخراهم لأولاهم:   {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ}  وكل هذا تابع لعدله وحكمته وعلمه الواسع ولهذا قال   {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا }  أي علمنا محيط بمن هو أولى صليا بالنار قد علمناهم وعلمنا أعمالهم واستحقاقها وقسطها من العذاب
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
منكر للبعث بلسانه أو لسان حاله
المقال التالي
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا