مع القرآن - بشرى لكل مؤمن ثابت

منذ 2017-06-27

{لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } الأنبياء .

بشرى لكل مؤمن ثابت ( و لو ازدراه كل الناس أو انتقصوا من مكانته في الدنيا )

تتلقاهم الملائكة بالترحاب و التكريم

بينما أهل النار يستقبلون أول أيام العذاب المهين , يمنع الله صوت النار عن إذاء أسماع وفده الكريم .

بينما أهل النار في حزنهم و فزعهم يعاينون العذاب , يطمئن الله قلوب المؤمنين و يصرف عنهم أي فزع و حزن , فهذا يومهم يوم الفرح الأكبر بينما نفس اليوم في حق آخرين يوم الفزع الأكبر .

و السؤال : أي متعة أو هوى هذا الذي يستحق أن تحيا من أجله هذا الفزع و المهانة التي لا تطاق؟

{لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } الأنبياء .

قال السعدي في تفسيره :

{وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ } من المآكل، والمشارب، والمناكح والمناظر، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مستمر لهم ذلك، يزداد حسنه على الأحقاب.

 { لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ }  أي: لا يقلقهم إذا فزع الناس أكبر فزع، وذلك يوم القيامة، حين تقرب النار، تتغيظ على الكافرين والعاصين فيفزع الناس لذلك الأمر وهؤلاء لا يحزنهم، لعلمهم بما يقدمون عليه وأن الله قد أمنهم مما يخافون.

 {وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ } إذا بعثوا من قبورهم، وأتوا على النجائب وفدا، لنشورهم، مهنئين لهم قائلين: { هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } فليهنكم ما وعدكم الله، وليعظم استبشاركم، بما أمامكم من الكرامة، وليكثر فرحكم وسروركم، بما أمنكم الله من المخاوف والمكاره.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
حَصَبُ جَهَنَّمَ
المقال التالي
يوم يطوي سبحانه السماء