موسم الهجوم على السلفيين!!

منذ 2011-04-25

انظروا إلى صاحب "زنقة.. زنقة" وابنه زيف الإسلام، وفلول نظام مبارك أيتام الأمركة الوافدين إليها من أنقاض الشيوعية البائدة، وحتى الأردن.. وأخيراً لدى نظام بشار الأسد عميل الصفوية في بلاد الشام.. إنها حرب وضيعة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى..




إنه -حقاً-موسم الهجوم على السلفية والسلفيين في كثير من البلدان العربية التي تعاني نظمها المستبدة من ورطات خانقة تهز أركان النظم المهترئة والعصية على أي إصلاح.
انظروا إلى صاحب "زنقة.. زنقة" وابنه زيف الإسلام، وفلول نظام مبارك أيتام الأمركة الوافدين إليها من أنقاض الشيوعية البائدة، وحتى الأردن.. وأخيراً لدى نظام بشار الأسد عميل الصفوية في بلاد الشام.. إنها حرب وضيعة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.


ففي سوريا جرّب النظام البطاش والنهاب حكاية المندسون ثم "مؤامرة" سعد الحريري فعبد الحليم خدام ثم مهزلة العصابات المسلحة التي ظلت هلامية بلا ملامح، وفي نهاية المطاف تفتق العقل الخبيث لوكيل أبي لؤلؤة في البلاد العربية عن أقصوصة "السلفيين المسلحين"!!


أجل.. يريد نظامٌ هو أكذب من مسيلمة أن نصدق فريته الجديدة وهي أن تنظيم القاعدة متغلغل في بلد يلاحق المسلمين على طول اللحية، وتعتقل مخابراته كل إمام مسجد ينسى بدعة قراءة الصمدية قبل إقامة الصلاة، ويطارد بخيله ورجله من يعثر في حوزته على كتيب الأذكار من الكتاب والسنة-فما بالك بكتب ابن تيمية أو ابن باز- وكذلك كل من يوجد برنامج المكتبة الشاملة في حاسوبه!! .. وهو يتوهم أننا بلا عقول البتة لننخدع بأسطورة السلفيين المدججين بالسلاح الذين يتجولون بحرية بين المدن السورية التي تحاصرها قطعان المخابرات ودبابات ماهر الأسد، علماً بأن حيازة بنادق صيد العصافير تقتضي موافقة عدة جهات قمعية تشهد بأن الشخص المتقدم بطلب ترخيص البندقية من أزلام النظام الموثوق بهم!! هذا النظام المتاجر بكل القيم والذي سلّم مئات الشباب من السوريين والعرب الآخرين إلى "الإمبريالية الأمريكية" في العراق المحتل..

- الهدف الأول: رد الجميل لسيدهم في أمريكا الذي منحهم الضوء الأخضر لذبح السوريين في الشوارع وذلك باختلاق قصة تقبل الرواج في المجتمعات الغربية لإسكات الشرفاء من الحقوقيين والإعلاميين لئلا يحرضوا شعوبهم فتضغط على حكامها لكبح مجازر نظام الأسد الصغير في حق الشعب السوري الأعزل
- الهدف الثاني: التغطية على تبعية النظام للمشروع الصفوي وإثارة دخان في وجه فضيحة دعم الملالي لحملته الدموية الطائفية في مدن سوريا وقراها الثائرة
- الهدف الثالث: محاصرة أصوات الشرفاء والأحرار والمترددين في الطائفة وفي سائر الأقليات وبخاصة بعد أن صدمه الدروز بمشاركتهم في الحراك الشعبي سواء في السويداء أم في الجولان المحتل!!
- الهدف الرابع: ترهيب المحتجين السوريين وشق صف الشعب الساخط بعد فشل مساعيه السابقة لإذكاء فتنة طائفية ضد أهل السنة.وهنا برز الدور الوضيع لفقهاء ذيل بغلة السلطان في التخويف من " الوهابية" في محاول فجة للتعمية على التغلغل الرافضي الذي استفز السوريين حتى من غير المتدينين!!


ومصدر الخطورة في الأسطورة الجديدة، أنها تأتي وفق مخطط مدروس على العكس من الأكاذيب السابقة التي كانت مرتجلة وكان الارتجال أهم أسباب سقوطها السريع والمدوّي.

فالمسرح مجهز في هذه المرة، ابتداء من اختيار وزير للداخلية بسبب سجله الإجرامي المروع (هو "بطل" مجزرة سجن تدمر في مطلع الثمانينيات الميلادية المنصرمة)، ولذلك استهل الساعات الأولى لتسلمه منصبه بمنع المظاهرات لأي سبب كان، وثنّى بتلفيق قصة القاعدة الوهمية. والمناخ الدولي في أحسن حالاته المتواطئة مع دموية النظام، وبخاصة رياح واشنطن التي يتظاهر النظام بمعاداتها كلامياً فقط، في حين يتفرد بكفالة أهدأ جبهة من دول الطوق مع العدو الصهيوني.. ولذلك لا تبالي أمريكا بمذابح السوريين على يديه، ثم تتحدث هيلاري كلنتون بصفاقة جلية عن رفضها العنف من النظام ومن المحتجين!! فيكفي العم سام في ذروة أزمة عميله الأكبر أن "تتطوع" بشهادة زور من خلال الترويج لأكذوبة عنف مزعوم يقوم به المتظاهرون العزل المتشبثون بسلمية تحركهم بالرغم من طوفان الرصاص الحي -بما فيه الرصاص الحارق المحظور دولياً-!! فلا أحد ارتضى أسطورة نظام القمع والتعتيم غير إدارة أوباما التي تسمي الأسد-من باب المفارقة المفعمة بالدلالات-: الصديق اللدود أو العدو الحميم!!


وعلى الفور بادر الأكاديمي المشهور برهان غليون على موقعه في الفيسبوك بفضح تحضيرات النظام لتمرير أكذوبته الرخيصة، من خلال نشر عملائه في أجهزة الاستخبارات وأتباعه الصفيقين (يسميهم السوريون بالعامية: الشبّيحة)، وهم يرتدون ملابس أفغانية ثم ينفذون الجرائم المروعة من اغتيال المواطنين ولا سيما من أبناء الطوائف الأخرى، واغتيال ضباط وجنود في الجيش، لكي تبدو التمثيلية في هيئة حملة سلفية جهادية على طريقة القاعدة، ليتمكن النظام المأزوم من تصفية العناصر المؤثرة وترهيب الآخرين، لأنه يستحيل عليه الخروج من أزمة الوجود التي يعاني منها بغير حمام من الدم، ينهي الثورة ويئد الاحتجاجات ويخيف السوريين نصف قرن آخر، ويجعلهم قانعين بإيثار الأمن مع الذل والجور.


ولذلك يبقى أمام الشعب السوري فرصة أخيرة للتحرر من نير هذا النظام الذي لا يضاهيه نظام في همجيته ودمويته وتحلله من جميع القيم والمبادئ السماوية والوضعية، ألا وهي يوم الجمعة المقبل بأن تتحرك حشود ضخمة في سائر المدن وبخاصة الكبرى منها:كدمشق وحلب وحماة بالإضافة إلى المدن المتمردة من قبل: مثل درعا وحمص وبانياس وإدلب واللاذقية وطرطوس، لكي تقضي على كيد النظام في مهده، فلا يجد متسعاً من الوقت ولا فائضاً من طاقاته القمعية لتنفيذ مخططه الجهنمي البغيض.


18/5/1432 هـ
 

المصدر: موقع المسلم