مع القرآن - تتابع الأمم

منذ 2017-07-17

{مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44) } [المؤمنون]

لكل أمة أجل معلوم كما لكل فرد من أفرادها أجل , الآجال يحددها رب الآجال , الذي أرسل لكل أمة رسولاً بالنذارة و البشارة يحمل على عاتقه أداء أمانة الرسالة و دعوة التوحيد ثم يسلك سبيله كل من تبعه من أمته و هنا يتحول الرسول و الأتباع إلى مجموعة من الربانيين المرسلين للبشرية بدعوة التوحيد و الإصلاح و غالباً هم قلة تواجه الكثرة المنكرة للرسالة المعادية للرسول المائلة إلى الأهواء و الشهوات الأرضية الحائدة عن العقائد و الأخلاق السماوية .

و هكذا تتتابع الأمم تتابع الأيام , و هكذا تتكرر سنن الله و تمتليء صفحات التاريخ .

{مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44) } [المؤمنون]

قال السعدي في تفسيره :

كل أمة في وقت مسمى، وأجل محدود، لا تتقدم عنه ولا تتأخر، وأرسلنا إليهم رسلا متتابعة، لعلهم يؤمنون وينيبون، فلم يزل الكفر والتكذيب دأب الأمم العصاة، والكفرة البغاة، كلما جاء أمة رسولها كذبوه، مع أن كل رسول يأتي من الآيات ما يؤمن على مثله البشر، بل مجرد دعوة الرسل وشرعهم، يدل على حقية ما جاءوا به، {فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا} بالهلاك، فلم يبق منهم باقية، وتعطلت مساكنهم من بعدهم  { وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ} يتحدث بهم من بعدهم، ويكونون عبرة للمتقين، ونكالا للمكذبين، وخزيا عليهم مقرونا بعذابهم. { فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ }  ما أشقاهم!!. وتعسا لهم، ما أخسر صفقتهم!!.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ
المقال التالي
فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ