الفلسطينيون :كالعادة، ترمقهم العيون..!
كانت الثورات مشغولة بنجاحها، ولو نجحت لهيأت الطريق الى بيت المقدس وفلسطين، وفي أقل الأحوال فسيكون الداعم لحركات المقاومة والمثمن لدورها وحقيقتها
في 2011.. عام الثورات العربية، كان الفلسطينيون يطلبون أن تتجه إليهم العيون، لكن كانت الثورات مشغولة بنجاحها، ولو نجحت لهيأت الطريق الى بيت المقدس وفلسطين، وفي أقل الأحوال فسيكون الداعم لحركات المقاومة والمثمن لدورها وحقيقتها كانت هي الثورات والشعوب والأنظمة المنبثقة عنها.. وكانت هي حينئذ ستحتضنهم بعيدا عن الرافضة والفرس والارتهان بمشاريعهم.
كان العزاء أن الأوطان ترتب أوضاعها من الداخل، وأن العيون لم تنسهم لكنها ترتب ردءهم وعمقهم الاستراتيجي..
كان طريق الأمل مفتوحا وتبدت بشاراته عام 2012 ونداء مرسي (لن نترك غزة وحدها) (قلوبنا تشتاق الى بيت المقدس).
انكسرت الثورات وانتصرت الثورات المضادة عام 2013.. سقطت مصر، ثم اضطربت ليبيا، وانتصرت إيران في اليمن ودخل نفقا مظلما، وانكسرت ثورة سوريا وأحاطتها الفتن والضعف.. كما ضعفت الثورة كثيرا في تونس حتى كادت أن لا تكون، وضعف أهلها حتى تنكروا لثوابت الدين والأمة..
تلعق الشعوب الآن جراحها، وتئن الثورات تحت وطأة فشلها، وتخرج فئران الصهاينة لاستغلال ظرف تاريخي هو بالنسبة لهم وللغرب الصليبي حصاد مائتي عام من الاحتلال والتغريب والاستبداد والإفساد..
لكن اليوم يأبى الله تعالى إلا أن يكون أهل فلسطين في بؤرة الحدث، هم يتقدمون، وترمقهم كل العيون، وتنظر ماذا يفعلون..
لقد عادوا هم ملء السمع والبصر تحوطهم قلوب الأمة وترعاهم عيونهم وتلهج بالدعوات وتبتهل من أجلهم.
لكن ماذا يفعل شعب بلا ردء؟ ماذا يفعل شعب يئن من تآمر الخونة حوله، حكومات وشعوب وفجرة، كما يئن من محتل خلفه كل العالم، حتى أن معه بعض عمائم الأزهر و بعض غطر وشال شيوخ الخليج وبلاد الحرمين، ومعه المداخلة والجاميون والمرجئة الغلاة..؟ حتى عوى اليوم أكثر من (...) على أكثر من قناة يصيح بفُجر (لن ننصر الأقصى غيظا في حماس وقطر)..!!
إن القطاع الفاجر من الشعوب هو قطاع ممتد من انقلاب مصر الى حفتر ليبيا الى علمانيي المغرب و الإمارات والخليج إلى... إلى... اسرائيل نفسها..
كما أن القطاع المؤمن وأصحاب الثورة هم قطاع واحد ممتد بعرض الأمة من محيطها إلى الخليج إلى اندونيسيا والصين، فقط يبحثون عن الظهور والوجود، فيغير الله تعالى بهم الأحداث، وليعلم أهل الأقصى أن الأمة معهم وأن الفجار فقاعات تافهة بلا قيمة..
لا تدري متى، ولا تدري كيف، لكن يكاد المسلمون أن يجدوا الطريق..
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: