تبادل الشهوات ودلالتها
وقد تتقدم للبعض شهوة المال على النساء، وبالتالي تتراجع شهوة النساء لديه، ولهذا قصدت الكثير من الروايات الأدبية أن تهييء أو تمهد لجريمة خيانة المرأة لزوجها بانصرافه عنها وعن الاهتمام بها ومعاشرتها لصالح شهوة المال المسيطرة، فلا تجتمع نفس الشهوات، بنفس القوة، على الإنسان في وقت واحد.
تبادل الشهوات ودلالتها.. (زُين للناس حب الشهوات..)
يتبادل الإنسان تناول الشهوات، وتتبادل الشهوات عليه، ولهذا دلالة..
أما تبادلها فهو في مقتبل عمره تتقدم وتتعاظم شهوة النساء، وقد لا يلتفت للمال وحب امتلاكه إلا بقدر تحصيل الشهوة..
وقد تتقدم للبعض شهوة المال على النساء، وبالتالي تتراجع شهوة النساء لديه، ولهذا قصدت الروايات الأدبية أن تهييء أو تمهد لجريمة خيانة المرأة لزوجها بانصرافه عنها وعن الاهتمام بها ومعاشرتها لصالح شهوة المال المسيطرة، فلا تجتمع نفس الشهوات، بنفس القوة، على الإنسان في وقت واحد.
ومع تقدم السن قليلا تتراجع شهوة النساء غالبا لصالح المال..
وبعد تقدم السن أكثر يضحّي الإنسان بكل هذا، راجيا شهوة التقدير والتقدم والشهرة، أو باختصار (شهوة الرياسة) حتى أننا نعاني منها في قلوب الأخيار..! ولا يلتفتون إليها إذ يلتفتون غالبا إلى أنهم لا يقعون في معاصي تخص النساء أو المال فلا يرون معاصي هذ المجال، وبالتالي فلا ينتبهون لما تكتسبه شهوة الرياسة وحب التقدم من ذنوب ومعاصي أو كِبر أو ازدراء للمسلم أو غير ذلك، مما هو خطير عليهم.
إن شهوة التقدير والترؤس والتقدم تتمادى بالبعض إلى أن أن يتضخم عند نفسه حتى يكاد ينفجر من الكِبْر والتعاظم..!! نعم تكاد تجد (بلدوزر) كاسحا يجرف ما أمامه من خَلْق ومشاعر وقلوب وأناسيّ ليحفظ سياجا حول نفسٍ ضعيفة لا تستحق كل هذا التعاظم.. فيقتل النفوس والقلوب ألف مرة..
وأما الجمع بين جميع هذه الشهوات بنفس القوة فيندر، وغالبا فإن صاحبه يتلف سريعا ويهلك، إذ لا يتحمل بدنُه ولا أعصابه ولا نفسيته كل هذا (العبء!) من الشهوات..
وأما دلالة هذا فهي أن هذه دار للعمل، لا للتمتع المحض، وأن الشهوات المركبة في أبداننا هنا إنما ركّبت لتكون دافعا للبناء والخير والقيام بالمنهج وتحقيق الامتحان، وبيئة الاختبار..
قد تعرف الآن معنى آية قد تمر عليها دون تدبر عميق عندما تقرأ قوله تعالى في وصف الجنة أنها (جنات النعيم).. فهي مخلوقة للتنعيم وأهلها مهيؤون تماما للتنعم الكامل بلا تفويت لحظة في غير نعيم، حتى أنه لا نوم هناك فقد امتلؤوا حياة وقد خلصت لهم وخلصوا لها وتهيأت قواهم لنعيمها.. فأسرِع واكدح إلى ربك؛ فهناك (ما توعدون)..
مدحت القصراوي
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: