مع القرآن - فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ

منذ 2017-08-29

{قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)} [الشعراء]

بعدما فعل نوح ما في وسعه على مدار قرابة الألف عام و بلغ رسالة ربه و أوصل الحجة , فآمن القليل و كفر المعظم و لم يعد هناك مزيد أمل, ما كان منه إلا أن دعا ربه بأن يفصل بينه و بينهم فيهلك الكافرين و ينجي المؤمنين, فاستجاب الله دعاءه و أمره ببناء سفينة النجاة التي كانت فتنة للكافرين و هم يرونه يبنيها في الصحراء و هم لا يدرون أن حتفهم قريب و أن في طاعة أمر الله نجاة حتى لو كان الأمر لا يعقله بشر , فها هو الطوفان يغرق الصحراء و ها هي السفينة في لحظة الفصل و القضاء تصبح المأوى الآمن للمؤمنين ليزداد من كفر حسرة على حسراته .

{قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)} [الشعراء]

قال السعدي في تفسيره :

" {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ } "

" {فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} "

فلما سمع نوح قولهم هذا دعا ربه بقوله: رب إن قومي أصروا على تكذيبي , فاحكم بيني وبينهم حكمًا تُهلك به مَن جحد توحيدك وكذَّب رسولك , ونجني ومَن معي من المؤمنين مما تعذب به الكافرين.

" {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} "

فأنجيناه ومَن معه في السفينة المملوءة بصنوف المخلوقات التي حملها معه.

" {ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ} "

ثم أغرقنا بعد إنجاء نوح ومن معه الباقين , الذين لم يؤمنوا مِن قومه وردُّوا عليه النصيحة.

" {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ } "

إن في نبأ نوح وما كان من إنجاء المؤمنين وإهلاك المكذبين لَعلامة وعبرةً عظيمة لمن بعدهم, وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين بالله وبرسوله وشرعه.

" {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} "

وإن ربك لهو العزيز في انتقامه ممن كفر به وخالف أمره, الرحيم بالتائب منهم أن يعاتبه بعد توبته.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
قالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ
المقال التالي
الرسل و أقوامهم : الفعل و رد الفعل المكرر