عن إبراهيم وآل إبراهيم.. (6)
أنت ضعيف، والأحمال ثقيلة والأنواء كثيرة والعدو متربص، ولو وقفت بنفسك ضعفت وهلكت ولم تقْوَ على المسير، فاستيقِن أنه لا حيلة لاستكمال الطريق وصد العدو وغلبته إلا أن يكون الله عضدك ونصيرك.
لا تقف بنفسك بل بربك:
وقف إبراهيم مواقف عظيمة، أثرت فيمن جاء بعده؛ لكنه في كل هذا لم يكن يقف بنفسه بل كان يقف بربه؛ إذ كان متوكلا..
ففي اليقين والرؤية والعلم توكل {لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} قالها على وجه الافتقار الى الله تعالى أن يهديه، وأعلن أنه لو لم يهده ربه اليه لضل وأنه لا طريق للهداية إلا أن يهديه الله، معلّما قومه أنه لا بد من التوكل للوصول الى العلم واليقين.
وفي المواجهة حينما ألقوه في النار وقف أيضا بربه فقال (حسبي الله ونعم الوكيل)، تحسبا بالله واكتفاء به وتوكلا عليه في مواجهة الموقف والثبات فيه والنجاة منه..
ففي العلم وصل الى اليقين والإطمئنان، وفي المواجهة صار إماما رضي الله إمامته وأمرنا باتباع ملته، وهي ملة الأنبياء قبله وبعده؛ لكن لم يُبعث بعده نبي إلا من ذريته..
أنت ضعيف، والأحمال ثقيلة والأنواء كثيرة والعدو متربص، ولو وقفت بنفسك ضعفت وهلكت ولم تقْوَ على المسير، فاستيقِن أنه لا حيلة لاستكمال الطريق وصد العدو وغلبته إلا أن يكون الله عضدك ونصيرك.
إنه التوكل على الله والتحسب به والاكتفاء به، واليقين فيه وحسن الظن وصدق الإلتجاء؛ فكيف يخيب رجل يقوم بهذا؟ فكن على درب إبراهيم وآل إبراهيم..
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: