الشذوذ الجنسي ظاهرة أم مجرد إلهاء
بسبب انتشار هذه الظاهرة في العالم العربي، وانتقال دعاتها من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، وتحديّهم للشرائع و القوانين التي تحرم هذا الفعل وتجرمه
هناك ظواهر تفرض ذاتها بإلحاح بين الحين و الآخر على الساحة , بعضها ينتج إلحاحه عن استفحال حقيقي للظاهرة و البعض ينشأ بفعل فاعل يريد إلهاء الشعوب لغرض أو آخر .
ترى هل ظاهرة الشذوذ الجنسي في العالم العربي و ظهورها بإلحاح في الآونة الأخيرة ناتج عن استفحال حقيقي أم أنها تفرض نفسها بفعل فاعل خاصة مع تنظيم حفل علني حضره الآلاف من الشواذ و مؤيديهم في مصر .
في رأيي : أن استفحال هذه الظاهرة ينذر بخطر حقيقي ناجم عن وجودها فعلاً مع استغلال بعض أصحاب المصالح في الإلهاء بها بين الحين و الحين .
أي أن الأمر مزيج من الواقع و استغلال هذا الواقع و الله أعلم .
الحقيقة المرة :
تشير بعض المصادر إلى تزايد نسبة قضايا الشذوذ الجنسي بمصر ووصولها لأعلى معدلاتها منذ عقود.
و يشير بحث للدكتورة نهى قرطاجي منشور بمجلة البيان السعودية إلى تزايد النسبة في العالم العربي قائلة :
يعد موضوع الشذوذ الجنسي من أحدث المواضيع التي تثير اهتمام الناس على مختلف مشاربهم الدينية والفكرية والاجتماعية ، وذلك بسبب انتشار هذه الظاهرة في العالم العربي، وانتقال دعاتها من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، وتحديّهم للقوانين والشرائع التي تحرم هذا الفعل وتجرمه.
مع صعوبة الحصول على الأرقام الصحيحة حول مدى انتشار هذه الظاهرة ، والسبب في ذلك يعود إما لغياب الاحصاءات الرسمية ، أو بسبب تضخيم الجهات الداعمة للشذوذ الجنسي لبعض الأرقام، وذلك من أجل التعظيم من شأن الشواذ ومدى انتشارهم، وأخيرا بسبب التكتم الذي يحيط بمثل هذه الانحرافات في بعض المجتمعات . [مجلة البيان]
ماذا قال القرآن عن سلفهم الأولين ؟
قال تعالى : {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ . إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ . فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ . وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } [الأعراف80- 84 ] .
وقال سبحانه : { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ . فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ . فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ} [الحجر72- 76 ] إلى غير ذلك من الآيات .
وروى الترمذي (1456) وأبو داود (4462) وابن ماجه (2561) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ » [وصححه الألباني في صحيح الترمذي] .
ما حكم الإسلام في هذه الظاهرة :
ثبت عن خالد بن الوليد أنه وجد في بعض نواحي العرب رجلا ينكح كما تنكح المرأة ، فكتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فاستشار أبو بكر الصديق الصحابة رضي الله عنهم ، فكان على بن أبي طالب أشدهم قولا فيه ، فقال : ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة وقد علمتم ما فعل الله بها . أرى أن يحرق بالنار ، فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه .
وقال عبد الله بن عباس : ينظر أعلى ما في القرية فيرمى اللوطي منها منكسا ثم يتبع بالحجارة .
وأخذ ابن عباس هذا الحد من عقوبة الله للوطية قوم لوط .
وابن عباس هو الذي روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به » [رواه أهل السنن وصححه ابن حبان وغيره] ، واحتج الإمام أحمد بهذا الحديث وإسناده على شرط البخاري .
جزاء الفاعل و المفعول به :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وأما اللواط فمن العلماء من يقول : حده كحد الزنا ، وقد قيل دون ذلك . والصحيح الذي اتفقت عليه الصحابة : أن يقتل الاثنان الأعلى والأسفل . سواء كانا محصنين ، أو غير محصنين . فإن أهل السنن رووا عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط ، فاقتلوا الفاعل والمفعول به » وروى أبو داود عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ( في البكر يوجد على اللواطية ، قال : يرجم ) ويروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نحو ذلك . ولم تختلف الصحابة في قتله ، ولكن تنوعوا فيه ، فروي عن الصديق رضي الله عنه أنه أمر بتحريقه ، وعن غيره قتله. أ هـ
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: