الأقصى اختبار!
هذه مناجم ثوابٍ لا يراها إلا أصحاب البصائر، ولا ينشط فيها إلا ذوو الضمائر..
الأقصى اختبار... تنجح فيه أو تفشل..
أول نجاح: أن تتألم، والألم علامة حياة القلب.
ومع اشتداد الألم يكون عُلو الصوت، وصوتك يكون باحتجاج على ما يحدث احتجاجا يسمعه العدو، وصوتك يكون بكلامك مع النائمين من المسلمين وغير المبالين بما يحدث، وصوتك يكون بدحض شبهة الحُدود القُطْرية والتفرق المذموم المقصود بين شعوب المسلمين، حتى أُكِل المسلمون بلدا تلو الآخر.
ومن النجاح أن تزيد وعيك بمكانة الأقصى، وتزيد وعي غيرك بذلك.
الأمة اليوم في مرحلة تيه ستخرج منه بفضل الله، ثم جهود المخلصين وصمود المرابطين، وما أشرف أن نكون من الطائفة الفاعلة في عملية الإيقاظ والإنقاذ {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ} [الحديد من الآية:10] .
ومن النجاح طول النَّفَس واستمرار العمل في الإصلاح وبث الأمل، وإلا فإن أكثر المسلمين كما وصفهم مصطفى السباعي:
"لو هُدِمت الكعبة لما ضجَّ المسلمون اليوم أكثر من ثلاثة أيام".
فهل يكون هذا حالك مع الأقصى؟!
المعركة طويلة، والخطوة الواحدة منك في طريق الصلاح أثناء زمن الغربة تعدل مسافات طويلة في غيره، فكيف لو كانت في الإصلاح؟، وكيف لو صاحَبَها عنتٌ وأذى مع صبرٍ واستمرار واحتساب؟! درجات بعضها فوق بعض، وآفاق للتميز لا سقف لها ولا انتهاء.
هذه مناجم ثوابٍ لا يراها إلا أصحاب البصائر، ولا ينشط فيها إلا ذوو الضمائر، والله وَعد بإتمام هذا الأمر ونصر الدين وجعل العاقبة للمتقين، لكنه أخفى الموعد ليتم الاختبار، وفتنة الأبرار بالفجار، والفجار بالأبرار، ونتيجة الاختبار جنة أو نار.
خالد أبو شادي
طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ مُتميّزة
- التصنيف: