يا أخوتنا في (درعا) وكل سوريا: شهدائُكم شهداؤنا ومصابكم مصابُنا

منذ 2011-05-04

لم نكد نستفيق من هول المجزرة والمذبحة في ساحة التغيير بالعصمة اليمينية صنعاء يوم الجمعة 18/3/ 2011م الدامي حتى أذهلنا ما حدث لأخوتنا وأهلنا في "درعا" السورية، ثم باقي المدن السورية في "حمص" و"اللاذقية" و"حماة" وغيرهم...



لم نكد نستفيق من هول المجزرة والمذبحة في ساحة التغيير بالعصمة اليمينية صنعاء يوم الجمعة 18/3/ 2011م الدامي حتى أذهلنا ما حدث لأخوتنا وأهلنا في "درعا" السورية، ثم باقي المدن السورية في "حمص" و"اللاذقية" و"حماة" وغيرهم.

فقد بدأت احتجاجات تطالب بالحرية ورفع حالة الطوارئ ومقاومة الفساد لكن - كالعادة وبئس العادة -تصدت لها قوات الأمن ووحدات خاصة بالرصاص الحي مما تسبب في مقتل العشرات، وتتحول المدن إلا مدن أشباح. وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات لتعم معظم أنحاء محافظة "درعا"، كما سقط مزيد من القتلى عقب إطلاق النار على مشيعين، وعقب اقتحام المسجد العمري في المدينة.


- المطالب هي هي كذلك التعامل وسفك الدماء هو هو؟ لا أحد يريد أن يتعلم من تجربة غيره.

والتبرير هو التبرير: "الأجندات الخارجية" و"العصابات المسلحة العميلة"، وعرض أسلحة وأموالا قيل "إنها ضبطت داخل المسجد العمري الذي حوله المحتجون إلى مستشفى ميداني".

خلال أيام من الاحتجاجات، والإعتصامات استشهد العشرات بعبارات نارية، كما تم إطلاق النار علي محتجين قدموا من بلدات مجاورة - جاسم وحوران- لمؤازرة المحتجين في درعا تعرضوا بدورهم لإطلاق النار.


لن نحصي الشهداء فدماء شهيد واحد كدماء مئات شهداء الحرية والكرامة، التي ما كان وما ينبغي لها أن تراق.

لماذا تم وسيتم اغتيال هؤلاء؟

إنهم طلبوا الكرامة والحرية والعدل والإنصاف والتخلص من الظلم والفساد والاستبداد، و" حياة الطوارئ".

أنهم طالبوا بحاضر وغد أفضل لهم ولأبنائهم.

فهل مصير من يطلب هذا القتل والاغتيال؟.


أبناء " درعا" وغيرها هو أبناء سوريا ومستقبلها، لماذا يغتالون المستقبل؟ هل شكل هؤلاء "خطرا علي الأمن القومي السوري" لذا تم إعدامهم؟ هل ستقتل أنظمة القمع والبطش وتغتال ملايين السوريين الذين يخرجون وسيخرجون عن بكرة وأبيهم يطالبون ويضحون بما ضحي به هؤلاء الشهداء؟ ألم يأتهم نبأ نظام القمع والبطش، و"أمن النظام البائد" في تونس ومصر؟


لماذا أيتها النظم العربية لا تتورعون عن استعمال الرصاص الحي المصبوب، والمطاطي المنثور، والخنق بالغازات، والضرب بالهراوات، والسحل علي الطرقات؟.

لحساب من قتل هؤلاء؟.

لحساب الطغم المتحكمة الفاسدة المستبدة، التي سرقت ونهبت وظلمت وروعت وأذلت وسجنت وقتلت الشعب؟.


لن ننسي دماء الشهداء في أي مكان من ربوع أمتنا العربية الواحدة، وسيقتص من هؤلاء القتلة الذين سفكوا هذه الدماء الذكية علي طريق ثورة الشعب العربي؟

لن ينسي شعب سوريا ومن قبل شعب تونس ومصر وليبيا واليمن والعراق والأردن الخ ما قدمه هؤلاء من الشهداء من تضحيات بأرواحهم.

لن ينسي التاريخ هؤلاء الذين سطروا بدمائهم أحرفا من نور في سجل تاريخ أمتنا العربية الحديث والقديم في آن.


يا أخوتنا في "درعا"، وكل سوريا: شهدائـُكم شهداؤنا، ومصابكم مصابُنا.

أرواحنا معكم.. سواعدنا معكم.. حناجرنا معكم.. قلوبنا معكم.. يدنا بأيدكم.. صدورنا دون صدوركم، ونحرنا دون نحركم.


تحية إلي شهدائنا كل شهدائنا: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [آل عمران: 169-170].

تحية إلي جرحانا، كل جرحانا.. تحية إلي معتقلينا، كل معتقلينا.. تحية إلي كل الشباب والشابات والرجال والنساء والأطفال العرب الذين شاركوا في هذه الملحمة الحضارية التحررية.

تحية إلي الشعب السوري الشقيق الذي انتفض، ونفض عن كاهله حقباً وعقوداً من القهر والظلم والفساد والاستبداد.


تحيا سوريا عزيزة غالية نقية من الطغاة والظالمين والفاسدين والمستبدين.

تحيا سوريا بشبابها الأشاوس والبواسل، وبشعبها الطيب النبيل الأصيل.

تحيا سوريا بوحدتها الوطنية الرائعة.

تحيا سوريا قلعة حرية وريادة وتاريخ عريق مشترك من أخواتها العربيات.

تحيا سوريا "الجديدة".


 

المصدر: ناصر أحمد سنة - موقع المختار الإسلامي