ألهذا يحتفلون؟ أم لهذا يهيئون؟

منذ 2017-12-31

المسلمون يؤمنون بالمسيح الصادق الذي جاء من عند الله بالهدى ودين الحق، الذي هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول..

فصول مبكرة (4):

أعياد الميلاد ورأس السنة التي يحتفل بها مالا يقل عن ملياري "مسيحي" في العالم، وسط احتفال أمثالهم من البشر حتى في البلاد الإسلامية، بل وفي أطراف الجزيرة العربية..هو في حقيقته احتفاء بمولد مسيح ادعى أتباعه فيه الربوبية؛ قبل أن يدعيها لنفسه بآماد وآجال مسيح الضلالة الدجال..! فهل سيجد مسيح الضلالة الأكبر عندما يخرج صعوبة في وجود أتباع يدينون له بالربوبية و يقدمون له ذل العبودية؛ بعد أن دانت بها ولانت لها قلوب الأكثرية من شر البرية، من خلال تلبيس وتدليس اليهودية ثم النصرانية وماتبعهما من فرق تسمى "إسلامية"..؟

 

في البداية وضع التحريف اليهودي بذرة الفرية بميلاد بشر فيه صفات الألوهية، كما جاء في سفر أشعيا {يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا مُشِيرًا إِلَهًا قَدِيرًا أَبًا أَبَدِيًّا رَئِيسَ السَّلاَمِ، لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا} (أشعيا9/6-7)، ومصادر العقائد النصرانية أخذت من هذا النص ماركبته على عيسى عليه السلام، فهي تنص صراحة على أن ميلاده هو (ميلاد الرب)..كما جاء في إنجيل لوقا 10/2.. « فها أنا أبشِّركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، إنه قد وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلِّص هو المسيح الرب».!!..ومدينة داود المذكورة في نصي التوراة والإنجيل المحرفين هي القدس، التي ستظل مركز صراع الأديان إلى آخر الزمان..

 

أعياد الكريسماس التي يحتفي بها الناس كل عام -إلا من رحم الله - هي احتفالات بميلاد ذلك الرب الذي يؤلهه النصارى، ويدعونه (مخلص) العالم، كما هو عنوان اللوحة التي اشتراها ابن سلمان وأودعها عند ابن زايد بن سلطان، فكلمة Christmas مكونة من مقطعين: المقطع الأول هو Christ ومعناها: (المخلِّص) وهو لقب المسيح، والمقطع الثاني هو mas وهو مشتق من كلمة فرعونية معناها (ميلاد)، وجاءت هذه التسمية بسبب التأثير الديني للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القرون الأولى.. ومع أن النصارى المعاصرين يؤمنون بمن يسمونه (عدو المسيح) Antichrist أي الدجال، وأنه سيحكم العالم قبل عيسى من (رجسة الخراب) التي تمثل في اعتقادهم هيكل اليهود الثالث، بعد أن يبنى سريعا عقب هدم المسجد الأقصى بأيام....فإنهم مع هذا الاعتقاد يسيرون على ذات خطى اليهود في التميهد لزمن الدجال..!

 

من فهم حقيقة اختلاف الناس فيمن أطلق عليه وصف (المسيح) بالحق أو الباطل..سيفهم كثيرًا من الصراعات الدينية والمنازلات العقدية،التي تفسر الكثير من الوقائع التاريخية قديما وحديثا ومستقبلا، ويعين على هذا الفهم تأمل قول الإمام ابن تيمية -رحمه الله - في كتابه: (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى ص 66) حيث قال: (المسلمون يؤمنون بالمسيح الصادق الذي جاء من عند الله بالهدى ودين الحق، الذي هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، والنصارى إنما تؤمن بمسيح دعى إلى عبادة نفسه وأمه وأنه ثالث ثلاثة وأنه الله وابن الله، وهذا هو أخو المسيح الكذاب لو كان له وجود، فإن المسيح الكذاب يزعم أنه الله‏.‏ والنصارى في الحقيقة أتباع هذا المسيح كما أن اليهود إنما ينتظرون خروجه، وهم يزعمون أنهم ينتظرون النبي الذي بشروا به، فعوضهم الشيطان بعد مجيئه من الإيمان به انتظارا للمسيح الدجال، وهكذا كل من أعرض عن الحق يعوض عنه بالباطل) ‏انتهى كلامه.‏

 

فكم لفتن الدجال - قبل أن يخرج - من ممهدين.. ومهيئين.. ومهنئين..ومنتظرين محتفلين.ومحتفين..! حتى في بلاد المسلمين وجزيرة الإسلام..؟! فاللهم ثبت قلوبنا على التوحيد والإيمان..