تراتبية

منذ 2018-01-14

فيا كل من له رجاء أو أمل، او مطلب من ربه أو مظلمة أو حاجة، ثق في الله، واستعن بالصبر، وفوض امرك للحي القيوم يحصل مرادك ويدور الكون في فلكك.. ولكنكم تستعجلون..

لا شيء في الكون اسمه الحدوث الفوري واللحظي:

 كل شيء في الكون يحدث بتراتبية وتراكبية عميقة تستغرق وقتا، وكي نلاحظه يحتاج صبرا وهدوء وحكمة.. ليس هناك شيء اسمه العقوبة الفورية، وليس هناك شيء اسمه الثواب الفوري.. كله يحتاج صبر وتأن وامتحان واختبار.

 

ليس في الكون شيء اسمه تغيير فوري وعاجل لظروف الحياة:

 كل شيء يجب أن يمر بالقانون الكوني للمادة والاشياء، حتى في الدعاء والرجاء من الله سبحانه، فالله سبحانه يسمع كل الدعاء ويستجيب, أو يأجر عليه أو يؤخره إلى الآخرة حيث الثواب الكبير، لكنه في استجابته سبحانه يجعل حركة الكون تسير باتجاهه حتى يتحقق.. وهذا فعل القوي المتعال سبحانه..

 

هذا ليس معناه أن أمر الله سبحانه لا يتحقق بالفور، بل أمره يتحقق بمراده وبقوله " كن ".. فيكون "... لكن الحكمة الإلهية تجعل الأمور تسير في طريق مرسوم حكيم يحتاج ثقة في الحكيم الخبير..

 

إذا أردت أن تعرف ذلك على حقيقته فانظر خلفك للحياة بعد وقت وبعد سنين وبعد فترات قد اعتمل فيها قانون الكون.. ستجد كل الوعود متحققة وكل العهود منجزة.. وستقول سبحان الخالق القيوم..

 

بالطبع هناك تنفيذات فورية تحصل ومعجزات لحظية تصيب، يستجيب الله سبحانه فورا لعبيدة المضطرين، ويعاقب الله فورا بعض عبيده المجترئين.. لكنها معجزات قليلة تخرق قانون الكون وتحصل بأمر الله تذكيرا وتحذيرا..

 

الاستعجال ليس من الحكمة في شيء , وليس موافقا لقانون الحياة، بل الصبر، والرضا، والمثابرة، والدعاء، والرجاء..

 

فيا كل من له رجاء أو أمل، او مطلب من ربه أو مظلمة أو حاجة، ثق في الله، واستعن بالصبر، وفوض امرك للحي القيوم يحصل مرادك ويدور الكون في فلكك.. ولكنكم تستعجلون..

خالد روشة

داعية و دكتور في التربية