مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم

منذ 2018-02-20

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ } [ فاطر3 – 4] .

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} :

تذكر نعم الله عليك قبل أن تبارزه بها وتفكر في فضل المنعم قبل أن تعصيه بنعمه, من منحك يستطيع أن يسلبك ومن أعطاك يستطيع أن يمنع عنك, وإنما أعطاك ليختبرك وأخر عنك بعض ما تحب ليبتليك بعبادة الصبر, فهل ستصبر , أم تتسرع وتطلب ما تريد ممن لا يملك النفع والضر, لا رزاق ولا منعم متفضل على العباد غير الله, وكل ما يسكن إليه قلبك من دون الله فهو محض وهم وشرك زينه الشيطان.

فمن شكر وأخلص التوحيد لله ووقر كلماته وتعلمها وعمل بها ودعا إليها فقد سلك سبيل الأنبياء ومن كذب واستكبر وعاند أو تكاسل وأهمل فهو وشأنه مع الله وقد سبقه أسلافه في التكذيب والعناد والاستكبار والتكاسل فأين هم وأين آثارهم؟

الجميع بين يدي الله لا محالة فلنعمل لموقفنا بين يديه سبحانه.

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ } [ فاطر3 – 4] .

قال السعدي في تفسيره:

يأمر تعالى، جميع الناس أن يذكروا نعمته عليهم، وهذا شامل لذكرها بالقلب اعترافا، وباللسان ثناء، وبالجوارح انقيادا، فإن ذكر نعمه تعالى داع لشكره، ثم نبههم على أصول النعم، وهي الخلق والرزق، فقال: { {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } }

ولما كان من المعلوم أنه ليس أحد يخلق ويرزق إلا اللّه، نتج من ذلك، أن كان ذلك دليلا على ألوهيته وعبوديته، ولهذا قال: { {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} } أي: تصرفون عن عبادة الخالق الرازق لعبادة المخلوق المرزوق.

{ { وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ} } يا أيها الرسول، فلك أسوة بمن قبلك من المرسلين، { {فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} } فأهلك المكذبون، ونجى اللّه الرسل وأتباعهم. { {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} }

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
الحمد لله فاطر السماوات و الأرض
المقال التالي
إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً