قلوب أطفالنا
أطفالنا قطع صغيرة من النقاء والطهر لم تتلوث بعد ولم تعتد سوء أو شرا أو مكرا أو خديعة، يحبون من يتبسط معهم ويعايشهم وكأنه واحد منهم، وينفرون من الغليظ، ويتحفزون للجاد.
قلوب اطفالنا الصغيرة لا تنسى المواقف، كما أنها لاتنسى الوجوه، وتنطبع فيها ردود الأفعال كما تنطبع فيها أساليب معاملات الأشخاص من حولها، فتبدو وكأنها شريط ذكرى قد تم طبعه وتخزينه بعناية بالغة.
إننا كثيرا ما ننسى أن صرخاتنا ولطماتنا وتخويفنا لهم تنطبع في مخيلتهم اشكالا تؤذيهم، وصورا تقلقهم وتؤثر في بنائهم النفسي حتى بعد سنين.
كثير منا يهمل كلماته وسلوكياته وتعليقاته وردود أفعاله أمامهم، بحجة أن هؤلاء لايزالون أطفالا، وأنهم لن يدركوا المعاني ولن يذكروا المواقف!.
كثيرون يغفلون أن قلوبهم تتأثر بها، وأن هذا التأثر قد يظل طوال أيام حياتهم، ولربما أثر ذلك في دواخلهم تغيرا سلبيا، بل ربما تأثرت بذلك طباعهم بعدما يكبرون.
أطفالنا قطع صغيرة من النقاء والطهر لم تتلوث بعد ولم تعتد سوء أو شرا أو مكرا أو خديعة، يحبون من يتبسط معهم ويعايشهم وكأنه واحد منهم، وينفرون من الغليظ، ويتحفزون للجاد.
براءتهم تلك التي نضرب بها الأمثال تجعلهم يضحكون دائما، ويلعبون طوال دقائقهم، ويغفلون عن الطعام والشراب لأجل البسمات.. لكنها ايضا تجعلهم يبكون سريعا، ويكرهون سريعا، وينفرون سريعا.
خالد روشة
داعية و دكتور في التربية
- التصنيف: