بيان من ائتلاف دعم المسلمين الجدد بعنوان (وما زلنا ندفع ثمن الحرية)

منذ 2011-05-16

إن الحل القانوني العادل لقضية الأسيرات المسلمات هو أكبر كفيل بوأد هذه الفتنة ؛ والتي تؤججها أطراف مشبوهة لمصالح لا تخفى على أحد .


الحمد لله الذي أقام السماوات والأرض بالعدل ؛ والصلاة والسلام على رحمته - تعالى - للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،

فإن كل منصف على أرض مصر الطيبة يشهد لائتلاف دعم المسلمين الجدد بثلاث شهادات :

الأولى : سبقه في التضحية في سبيل الحرية عموما وحرية الأسيرات - المحتجزات في الأديرة بغير حق من شريعة أو قانون أو إنسانية - خصوصا .

بل إن شبابنا الذي رفع صوته في زمن الاستبداد حين سكت كثيرون وتربح منتفعون ؛ قد دفع لذلك ثمنا باهظا من التهديد والتعذيب والاعتقال في ظل تعتيم على الحقائق وتشويه للقضية ولأصحابها .


الثانية: إن كل الفعاليات التي رتب لها الائتلاف كانت نموذجا مثاليا في حضاريتها وحفاظها على ثوابت الأمة ؛ وانضباطها بالقوانين والأعراف المحترمة في بلدنا ؛ فكانت بريئة من أي اعتداء على الأنفس أو التخريب لممتلكات عامة أو خاصة ؛ حتى إنه قد شارك في بعضها ودعمها أناس ممن رفضوا الظلم من النصارى أنفسهم .


الثالثة : التعاون مع المجلس العسكري الحاكم للبلاد بعد ثورة 25 يناير ؛ ثقة في مناخ الحرية التي ضحى الشعب المصري للحصول عليها ؛ وثقة في وعود العدالة التي أعلنها المجلس العسكري ؛ وحماية لمكتسبات أمتنا من هذه الثورة المباركة ؛ إذ عززت ثورتنا التكامل بين الحكومة والشعب في تحقيق الأهداف المشروعة ؛ وأزالت الفجوة التي كانت بين حكومات النظام السابق والشعب المصري .

وتأسيسا على ما سبق: فإننا نؤكد أننا في ائتلاف دعم المسلمين الجدد لم ولن نكون مشاركين في أي فتنة طائفية تهدد بلادنا التي نحميها بدمائنا ؛ وهذا ثابت في حركتنا لا يتناقض مع ثابت أننا لن نتنازل عن حق كل مصري في أن يختار عقيدته دونما إكراه ؛ وأن يعيش في وطنه دونما تهديد ؛ وأن يُقتَص لكل مظلوم من ظالمه دونما حصانة .


ومن ثم نلخص أحداث امبابة فيما يلي :

1- استنجاد أخت مسلمة - عبير طلعت فخري والتي ثبت إشهارها لإسلامها - استنجدت من محبسها بمنزل تابع لكنيسة مارمينا بإمبابة بمسلم ساعدها على إشهار إسلامها منذ فترة ؛ ومن ثم تجمع عدد من المسلمين لذلك .

2- قيام الائتلاف بإبلاغ قيادة الشرطة العسكرية بالواقعة حال العلم بها ؛ وذلك في حوالي الساعة الثالثة ظهرا ؛ مع طلب تدخلهم لتطبيق القانون و لمنع أي احتكاك محتمل بين المسلمين والنصارى

3- ازدياد تجمع المسلمين خوفا من تهديدات النصارى .

4- مبادرة النصارى بإطلاق النار وزجاجات المولوتوف ؛ وإسقاط قتلى وجرحى ؛ مما دفع إلى إحداث حالة من الفوضى والهرج .

5- تدخل الجيش بعد تدهور الأوضاع و تعرضه لإطلاق النار من جانب النصارى فقط .

6- بادر بعض البلطجية للذهاب إلى كنيسة العذراء بشارع الوحدة وأحرقوها ؛ مما يقوي فرضية وجود جهة خارجة على القانون تريد إشعال الأحداث وإلصاق التهمة بالمسلمين .


وتتأكد بذلك الحقائق التالية :

أولا : إننا في الائتلاف غير مسئولين ألبته عن التحريض أو إشعال أحداث إمبابة - كما يزعم الذين يريدون تكميم أفواهنا وإسكات أصواتنا - .

ثانيا : إن الائتلاف ثابت على مبادئه ومواقفه والتي ذكر بعضها في أول هذا البيان .

ثالثا : إن المسئول عن إشعال هذه الفتنة والتحريض عليها هو من سعى لها باحتجاز وأسر عبير طلعت فخري في ذلك المكان ؛ وهو من بادر بإطلاق النار على المطالبين بحرية هذه الأسيرة .

رابعا : إن أخطاء بعض المسلمين هي نتاج لعفوية وسرعة الموقف وعدم إدارته من قبل أي جهة ؛ بالإضافة إلى الاستثارة الناتجة عن رؤية القتلى والمصابين برصاص الغدر الآثم .

خامسا : إن التسوية بين طرفين أحدهما ظالم والآخر ينتصر للمظلوم ؛ أحدهما بادئ بالقتل و الآخر يدفع عن نفسه وغيره ؛ إنها تسوية جائرة بعيدة عن العدل ؛ وليس أظلم منها إلا أن نلبس المظلوم ثوب الظالم ؛ وأن نتهم المدافع عن الحرية بأنه معتد عليها .

سادسا : إن تأخر تدخل الجيش كان له أثر سلبي على تطور الأحداث ؛ بغض النظر عن أسباب هذا التأخر .

سابعا : إن الحل القانوني العادل لقضية الأسيرات المسلمات هو أكبر كفيل بوأد هذه الفتنة ؛ والتي تؤججها أطراف مشبوهة لمصالح لا تخفى على أحد .

ثامنا : عودة الأساليب القمعية في التعامل مع المطالبين بالحرية هو نذير شؤم على أمتنا المباركة ؛ وهو تهديد خطير لمكتسبات ثورتنا ؛ فضلا عن ثبوت عدم جدواها في حل مثل هذه المشكلات .

تاسعا : نطالب بالإفراج عن المعتقلين الأبرياء في الأحداث الذين خرجوا للدفاع عن الحريات .

عاشرا : إننا نؤكد في ائتلاف دعم المسلمين الجدد أننا ما زلنا ندفع ثمن الحرية ؛ وسنبقى ندفعه بنفوس راضية حتى تنالها آخر أسيرة وينالها آخر أسير مظلوم على أرض مصر الحبيبة .


وأخيرا : نعزي - بقلوب يملؤها الأسى - أهالي الضحايا الأبرياء الذين سقطوا في تلك الأحداث ؛ سائلين الله تعالى أن يحفظ مصر وأن يحرر الأسرى وأن يدفع الظلم عن الضعفاء .

آمين آمين ؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
 
المصدر: موقع طريق السلف