مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب

منذ 2018-04-22

{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ * وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ * إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ * وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ }   [ص 12 – 15]

{إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ} :
بيان و توضيح من الله تعالى إلى كل معاند مستكبر عن الحق متعصب للباطل مخاصم لكلمات الله ورسالته ومنهجه وصراطه المستقيم وكاره لرسله وأتباعهم.
كذب قبلك أقوام وتعصبوا للباطل وتباعدوا عن الحق فما أغنى عنهم تعصبهم وما نفعهم تكذيبهم واستكبارهم عن الحق.
أمم بلغت من القوة و العتاد مبلغاً و بلغت من التكذيب و العناد مبلغاً فلما انتهت المهلة وحق العقاب لم تنفعهم قوة و لم يغن عنهم عناد , منهم قوم نوح و منهم عاد ومنهم فرعون و قومه و منهم ثمود و منهم قوم لوط , فهل أنت أيها المعاند المتباعد عن الحق في مأمن مما آل إليه أمرهم؟؟!!!!
أم تنتظر أم تنتهي المهلة و يحل العقاب ؟!!!!!
قال تعالى:
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ * وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ * إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ * وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ }   [ص 12 – 15]
قال السعدي في تفسيره:
يحذرهم تعالى أن يفعل بهم ما فعل بالأمم من قبلهم، الذين كانوا أعظم قوة منهم وتحزبا على الباطل، { {قَوْم نُوحٍ وَعَاد} } قوم هود { {وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ} } أى: الجنود العظيمة، والقوة الهائلة.
{ {وَثَمُود} } قوم صالح، { {وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ} } أي: الأشجار والبساتين الملتفة، وهم قوم شعيب، { { أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ} } الذين اجتمعوا بقوتهم وعَدَدِهمْ وعُدَدِهمْ على رد الحق، فلم تغن عنهم شيئا.
{ {إِنْ كُلُّ} } من هؤلاء { إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ } عليهم { {عِقَابِ} } اللّه، وهؤلاء، ما الذي يطهرهم ويزكيهم، أن لا يصيبهم ما أصاب أولئك.
فلينتظروا { {صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} } أي: من رجوع ورد، تهلكهم وتستأصلهم إن أقاموا على ما هم عليه.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب
المقال التالي
وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب