مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب

منذ 2018-04-23

{وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ *اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}   [ص 16 - 17]

{وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} :

من غرور المعاندين لمنهج الله و توحيده عبر التاريخ استعجالهم عقاب الله سواء بسنن الله الكونية في العقاب أو بأيدي جند الله المؤمنين.

و من عدل الله ورحمته بالكافر قبل المؤمن أن الله يمهله فلا يعجل العقاب إلا بعد الإمهال , و عند انتهاء المهلة يحل عقاب يذهل المؤمن قبل الكافر .

و في مثل هذه المرحلة من عناد أعداء الله و استمرارهم في غيهم , على المؤمن أن يصبر و لا يتعجل نصر الله , وعليه أن يوقن بأنه على الحق المبين و أن أعداء الله على الباطل , فلا يهتز و لا يتزعزع إيمانه فهو مختبر بالصبر وهم مختبرون بضرورة المسارعة في التوبة و الدخول في دين الله قبل فوات الأوان.

قال تعالى:

 {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ *اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}   [ص 16 - 17]

قال السعدي في تفسيره :

أي: قال هؤلاء المكذبون، من جهلهم ومعاندتهم الحق، مستعجلين للعذاب: { {رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا } } أي: قسطنا وما قسم لنا من العذاب عاجلا { {قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ } } ولَجُّوا في هذا القول، وزعموا أنك يا محمد، إن كنت صادقا، فعلامة صدقك أن تأتينا بالعذاب، فقال لرسوله: { {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } } كما صبر مَنْ قبلك من الرسل، فإن قولهم لا يضر الحق شيئا، ولا يضرونك في شيء، وإنما يضرون أنفسهم.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب
المقال التالي
واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب