من مسالك الهوى
فما ظهرت بدعة، وهويها الرؤساء والأغنياء وأتباعهم إلا هويها وانتصر لها جمع من المنتسبين إلى العلم، ولعل كثيراً ممن يخالفها إنما الباعث لهم عن مخالفتها هوى آخر وافق الحق .
للشيخ المعلمي اليماني رحمه الله لفتات رائعة وإشارات مهمة إلى بعض مسالك الهوى ، وكيف تؤثر على بعض المنتسبين للعلم والديانة ،وتدفعهم لاختيار ما يعجب الأغنياء وذوي النفوذ أو حتى الجمهور من العامة ، سواء في باب الفتاوى أو التأليف أو الوعظ أو القضايا والموضوعات التي يتحدث فيها المتحدثون ، ومن ثم يتكلم أحدهم وفقا لما يطلبه المستمعون ويرضيهم ، لا فيما هو أولى وأهم ، والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين .
يقول رحمه الله " ومن المنتسبين إلى العلم من يهوى ما يعجب الأغنياء وأهل الدنيا، أو ما يعجبه العامة ليكون له جاه عندهم وتقبل عليه الدنيا.
فما ظهرت بدعة، وهويها الرؤساء والأغنياء وأتباعهم إلا هويها وانتصر لها جمع من المنتسبين إلى العلم، ولعل كثيراً ممن يخالفها إنما الباعث لهم عن مخالفتها هوى آخر وافق الحق .
فأما من لا يكون له هوى إلا إتباع الحق فقليل، ولا سيما في الأزمنة المتأخرة، وهؤلاء القليل يقتصرون على أضعف الإيمان، وهو الإنكار بقلوبهم والمسارة به فيما بينهم، إلا من شاء الله "
[القائد إلى تصحيح العقائد للمعلمي ص 15] .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: