مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - وقالوا من أشد منا قوة

منذ 2018-07-13

{فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ}  [فصلت 15 – 16]

{وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } :

قبل أن تغتر بقوتك و تنسى مانحك إياها , وقبل أن تعطي لله ظهرك و تستكبر عن قبول شريعته و العمل بها تدبر كيف كان حال الأمم التي بلغت من الكبر و العتو و العناد ما بلغت فكان العقاب في الدنيا قبل الآخرة بالإهلاك و التدمير وذهاب القوة التي اغتروا بها لما نسوا أن من منحهم القوة يستطيع أن يسلبها في لمح البصر.

{فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ}  [فصلت 15 – 16]

قال السعدي في تفسيره:

هذا تفصيل لقصة هاتين الأمتين، عاد، وثمود. { {فَأَمَّا عَادٌ } } فكانوا -مع كفرهم باللّه، وجحدهم بآيات اللّه، وكفرهم برسله- مستكبرين في الأرض، قاهرين لمن حولهم من العباد، ظالمين لهم، قد أعجبتهم قوتهم. { {وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} } قال تعالى ردًا عليهم، بما يعرفه كل أحد: { {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } } فلولا خلقه إياهم، لم يوجدوا فلو نظروا إلى هذه الحال نظرًا صحيحًا، لم يغتروا بقوتهم، فعاقبهم اللّه عقوبة، تناسب قوتهم، التي اغتروا بها.

{ {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} } أي: ريحًا عظيمة، من قوتها وشدتها، لها صوت مزعج، كالرعد القاصف. فسخرها اللّه عليهم { {سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } } { {نحسات} } فدمرتهم وأهلكتهم، فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم. وقال هنا: { {لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} } الذي اختزوا به وافتضحوا بين الخليقة. { {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ } } أي: لا يمنعون من عذاب اللّه، ولا ينفعون أنفسهم.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود
المقال التالي
وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى