مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم

منذ 2018-08-13

وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ * وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ

{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} :

ما أصاب الإنسان من هم أو غم أو مرض أو ابتلاء فبما كسبت يداه من ذنوب و خطايا , والله تعالى يعفو عن الكثير من الآثام ولو آخذ العباد على كل ذنوبهم ما ترك على ظهر البسيطة من أحد بسبب كثرة الذنوب, ولن يعجزه أحد من خلقه كبر أم صغر ولن يحجز العذاب عن العباد أحد إن أراد الله بعباده عقوبة.
قال تعالى :

 { {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ * وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} } [الشورى 30-31] 

قال السعدي في تفسيره:

يخبر تعالى، أنه ما أصاب العباد من مصيبة في أبدانهم وأموالهم وأولادهم وفيما يحبون ويكون عزيزا عليهم، إلا بسبب ما قدمته أيديهم من السيئات، وأن ما يعفو اللّه عنه أكثر، فإن اللّه لا يظلم العباد، ولكن أنفسهم يظلمون { { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ } } وليس إهمالا منه تعالى تأخير العقوبات ولا عجزا.

{ {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ} } أي: معجزين قدرة اللّه عليكم، بل أنتم عاجزون في الأرض، ليس عندكم امتناع عما ينفذه اللّه فيكم. { {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ} } يتولاكم، فيحصل لكم المنافع { {وَلَا نَصِيرٍ} } يدفع عنكم المضار.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة
المقال التالي
ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام