مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين

منذ 2018-09-15

مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ *إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} :

لم يخلق سبحانه وتعالى هذا الكون عبثاً إنما خلقه بالحق وللحق , له الحكمة البالغة وله الأمر في السماوات والأرض , قضى على عباده أن يفردوه بالتوحيد الخالص في العبادة والطاعة والاتباع, فكلمته هي العليا وأوامره واجبة الطاعة , ثم يجمع الخلق في يوم لا ريب فيه ليحكم بين الجميع , وساعتها لن ينفع أحد أحداً , ولن ينقذ نفس من العذاب إلا خالقها العزيز الرحيم سبحانه.
قال تعالى :

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ *إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} . [ الدخان 38-42]

قال السعدي في تفسيره:

يخبر تعالى عن كمال قدرته وتمام حكمته وأنه ما خلق السماوات والأرض لعبا ولا لهواً أو سدى من غير فائدة وأنه ما خلقهما إلا بالحق أي: نفس خلقهما بالحق وخلقهما مشتمل على الحق، وأنه أوجدهما ليعبدوه وحده لا شريك له وليأمر العباد وينهاهم ويثيبهم ويعاقبهم. { {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} } فلذلك لم يتفكروا في خلق السماوات والأرض.

{ {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ } } وهو يوم القيامة الذي يفصل الله به بين الأولين والآخرين وبين كل مختلفين { {مِيقَاتُهُمْ} } أي: الخلائق { {أَجْمَعِينَ} }

كلهم سيجمعهم الله فيه ويحضرهم ويحضر أعمالهم ويكون الجزاء عليها ولا ينفع مولى عن مولى شيئا لا قريب عن قريبه ولا صديق عن صديقه، { {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } } أي: يمنعون من عذاب الله عز وجل لأن أحدا من الخلق لا يملك من الأمر شيئا.

{ {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} } فإنه هو الذي ينتفع ويرتفع برحمة الله تعالى التي تسبب إليها وسعى لها سعيها في الدنيا.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم اهلكناهم
المقال التالي
ذق إنك أنت العزيز الكريم