الإنسان خُلق عجولاً

منذ 2018-09-29

حين تصير أبا ويصير لولدك ذات رأيك القديم في اختيارات أبيك

ما كنت تعتبره أحيانا قسوة من أبيك
ما كان يغيظك من منع أو تأخر في إجابة بعض مطالبك
ما كان يسخطك ويغضبك مما كنت تسميه تعنتا أو تظنه رجعية
كل ذلك لم تدرك حقيقته إلا بعد أن رأيت أثره على واقعك
وستدركه أكثر حين تصير مكانه
حين تصير أبا ويصير لولدك ذات رأيك القديم في اختيارات أبيك
لكنه هذه المرة رأيه فيك
حينئذ ستدرك قسوة تلك المشاعر التي تحملها والدك عن طيب خاطر حين لاحظ ضيقك وسوء ظنك
ستفهم أن أباك ما قسى ولا منع ولا عاتب أو لام أو حتى عاقب إلا لأنه يحبك
ولأنه يريدك أفضل وأقوى كما تريد أنت الآن من ولدك
ستفهم أن الأب لو استطاع أن يمسك بتلابيب الدنيا بكل ملذاتها ومتاعها فيهديها عاجلة لولده لما تأخر لكن هذا اجتهاده وما ارتآه لتنشأة ولده 
وتربيته
لكن الإنسان خُلق عجولا
وكان ظلوما جهولا